اوراق مستعاده
من
مفكرة العاشق الاخــير ..(3)
..من حقّــنا نحــــــلم ..
... ...
يا زارع ف الخــلا حلمـك
ورامي ع الزمان حمــلك..
...
وبتقول ايه رمــاك ع
المــر؟!
..ولسّه فاكر انك حــــر
..!
وبتـدور السنين وتمــر..
وف غمضة عين يفوت
العمر.. *
...ينزل بين النور
والظلام..ومن رأسه الى رأسه يرتمي.!!
ولا تعرفه بعد اليوم
عيناه ..!!
..كان يظن الغرقى
بحاجة اليه ..هو الطائر فوق نهايتهم وحكايتهم
..ويراهم اليوم لا
يشعرون بانهم غرقى... فأي حاجة لهم لأمثاله ما داموا سينقذون بموت آخــر ..!!
...وفي ظلام
النهايه.., جلس يكتب البدايه:
ــ أأنت وطني ؟..أم وطن غربتي؟؟
أأنت وطني ؟.. أم لا وطن لي ,
..غير اغنية خارج
اللحن !!
, وامـرأة خارج
النسـاء؟!
أم ..وطـن تبـدّد في ضباب رأســـي..؟!!
وكما يفترس الليل
الغابات,.. كانت دموعه الباطنه تفترس صــدره..
.. كان يردد ذلك
كــلّه , وهو يرى حوار الطرشان المقرر كمناهج الدراسه والمرسوم بغباء سنوي والمسمى
بمؤتمرات القمة العربيه ..!, وهؤلاء الاراجوزات الّذين يتوافدون ليومين منذ خمسين
عاما..يجتمعون فيهما ويردّدون نفس البلاغات ,..ونفس الكليشيهات..ينظر اليهم
ويستمع.. وهو في البيت قابع مع ولديه في منطقة مصنفة" بعبث "اوسلو".. ب منطقه (c)..حيث الخطوات والخروج مساء ..محدودة ومحسوبه .., لدرجة انه
احيانا تصيبه كوابيس الخوف على اطفاله , من طريق يعبث بها مستوطنون عنصريّون أتوا
من كل بقاع الدنيا ليسرقوا وطنا وارضا ليست لهم ..فهل سيحسبون حسابا لطفل _
يعتبرونه عدوهم مستقبلا !_..فيما لوعبر الشارع ليدهسوه على سبيل التسليه ؟!!..
هي ..هي بعض من يوميات الهم العادي ..والتي لا
يعلم بها هؤلاء الاراجوزات وناطقهم الرسمي !
... في نفس الوقت كان
وما يزال حوار طرشا ناخر ولكنه مقصود ومرصود..أسموه " المفاوضات المباشره
وغير المباشره".!!بين من يقولون عنهم بانهم سلطه .. وهم في اكثر وضع شاذ
تاريخيا ( سلطة بلا ارض ولا حدود ولا دوله)..!! و..عدو غاصب للارض والحياه منذ
اكثر من ستين عاما و يتمادى كل يوم في استباحة ما تبقى منهما غير أبـه لكل هؤلاء
العربان واجتماعاتهم ..ولم لا ؟! ما داموا ادمنوا التنازل تلو التنازل ..!!
هو...يمارس روتين حياته اليومي..يحمل أبنائه
إلى المدرسة..يمر عبر 3 مناطق هزليه’ أ,ب,ج..يذهب إلى عمل لا يأتي من الاّ النزر
اليسير..ومع ذلك يواصل الحياة ..
..كان وما يزال يقاوم
"من داخل دائرة الاصفار العبثية"..وبرغم كبواته في المال والزواج..
يحاول برغم الحصار السياسي والإعلامي والحياتي تربية أبنائه على بعض مما كان
يعتبره الأفضل والأقوم...
تقدم به العمر..تعب
من تجربته المريرة في الزواج ..تذكر صديقه الشاعر اللبناني قبل سنوات طويلة:
" خييي أنت محظوظ في العشق والهوى..مش
محظوظ في الزواج لا تعيدها!!"
...لكنه اعادها..وكان
الفشل اكبر..وخيبة الأمل في الشريك أوسع!!
حوارات طرشان أخرى
تتكرر معه حتى في عمله ..موظف ضرائب يأتي اليه محملاً باوراق..وهو جالس بلا
عمل..!!وآخر يأتي من جهة ضريبية أخرى..يسأل عن هذه الضريبة الغريبة وكيف لطبيب أن
ينفذها "القيمة المضافة17%".. !! تتكرر وجوههم ويأتون وهم يرونه جالسا بلا عمل ..!!
....موطفون متبوعون
وتابعين..لسلطة لا تعرف ما تريد..وكل يوم تفقد البوصلة عن يوم سبقة..!!
فعلى أرض مرسومة
بحدود في سحاب أذهانهم المرهونة للرعاة الرسميين"!!"....جاؤوا.. مع
أبطال اوسلو..بمراسم ونشيد وطني..وبساط أحمر ..حاملين في عقولهم تكريسا مسبقا
وختوما بكل رداءات الكراسي العربيه الحاكمه..!!..ليمارسوها بغباء معلب على شعب
قاتل وكافح وصمد بدونهم لأكثر من خمسين عاما ..!!
..جاؤوا باوامر ما
ربما من الراعي الاول ..,بدعوى ترتيب حياتنا اليوميه..؟!..فقاموا ب لخبطتها ..!
فلم يجدوا ما يمارسونه على الشعب الباقي سوى القمع اليومي " وكأنهم ينوبون عن
الاحتلال بهذه المهمه"..!
فيمارسون ما يمارسوه
بعد ان دفنوا رأسهم في الرمال والوحل متناسين حقهم الاول والاخير في المقاومه
وازالة الاحتــلال ..
.... .....
مواسم الغضب تتعدد..ولا جمرة نار تتحرك لا في
الحياة السياسيه من حوله ولا في حياته هو..!!
... تمضي الايام , ينتظر
ويراقب ... وتنضم الى سلواه هذه ..,هذا الجهاز الحضاري العجيب (الانترنت),..والذي
طالما آثر الابتعاد عنه بعناد عجيب متسلحا بحبه الدائم ..الكتاب .
ولكن الجهاز العجيب اصبح واقعا امامه .., خاصة
انّه لابد منه لصغاره في البيت ..فهو زمنهم وليس زمنه !.. بعدما اصبح من ضمن
المقررات المدرسية حديثا ..
وبواسطة صغاره..
ومساعدتهم تعرف على جهاز الكمبيوتر
!!..ليصبح سلواه هو بعد ان يطمئن عليهم ليلا في أســّرتهم..!!
وبواسطته اصبح له اصدقاء يشعر بحنين دائم لهم
..واشتياق اكثر كما لو انه بينهم .. خاصة أهل الاسكندريه – المدينة التي كانت وما
تزال عشقه الدائم -..اضافة لاصدقاء من مصر وتونس والجزائر و..عبر البحار ..
... ومع الوقت اصبح
في لهف دائم لسماع اخبارهم والاطمئنان عليهم , عن حياتهم اليوميه ,وشئونهم وشجونهم
عن الوطن والحياة والسلطه والناس ..!! ..كان يستمـدّ الاخبار والحقيقه منهم ..,
الحقائق التي على الارض وليس عن طريق ماكينة الاعــلام التخديريه والفضائيات
الهــزيله !!
اصبح له اصدقاء واحبة كثر .....يملؤون ليله وحصاره ....بهجة ونقاشا وتواصلا
إنسانيا...
وعبر هذه الوسيلة
تذكر ....حكاية جميلة أو تجربة حدثت له
منذ شهور قليلة ...اسماها
"حب عبر الســــــحاب"....!!
كان سعيدا وصادقا بكل
محتويات الحكاية –عبر هذه الوسيلة التي لم تكن في ذهنه ولا على باله ...ولكن
....كما في الحياة ...في هذه الوسيلة ايضا... عندما يدخل في هذه العلاقة اخرون
....ومتطفلون ومستشارون – تتعرض هذه العلاقة البسيطة لما تتعرض له في الحياة ــ ...
فكان تخوفه وقلقه من
ان تضيع كما ضاعت منه اشياء جميلة وكثيرة
خلال مشوار حياته !! ....سعادته بالعلاقة قتلت اوقات الحصار الذي تلازمه
... كان يشتاق اليها بلهفة وكأنه سيراها غدا تنتظره على محطة المواصلات ..!!
....ولكن ...وآآه من
لكن هذه !!...حدث ما كان يساوره من قلق وخوف ...فكما كانت البدايه من جانبها ب: اين
انت يا صديق الروح ؟..و..المكان يضيق بدونك ؟!...و....روحك صاحبتي ...
كانت النهاية ايضا من
جانبها بذرائع تافهة لا تليق بها ولا به
ولا بطريقة تفكيرهما !!!!
يومها..أحس بالأسى..وبالبرد..فتكّوّر مع صغاره
يحضنهم..كمن يبحث عن الدفء في أنفاسهم..مرسلا نظرة صامتة إلى البعيد..ربما حيث هي!..نظرة
ساهمة تبحث عمّايحدث
حولنا..ولماذا؟!..ربما نظرته الصامتة الحائرة كانت تبحث عن نقطة ضوء في هذه
العتمة..عبر الغيوم القادمه من وراء أفق يضيق مع الايام..!!
يومها ترك نفسه لجهاز التلفاز مع أطفاله الذين يشاهدون الرسوم المتحركة تاركا أمر المشاهدة لهم..وليتذكر لحظتها صديقه الإسكندراني الذي كان يتصدر صفحته بعبارة :" في مصر أعيش ويلح علي صباح مساء..أني قد سقطت خطأ في متاهة من أفلام الرسوم المتحركة..حيث اللامعقول سرمدي..لا يريد أن ينتهي"!
...تذكرها وتسائل بينه
وبين نفسه! هل نحن حقا نعيش زمن الرسوم المتحركة؟....والعواطف؟! ,هل هي رسوم
متحركة أيضا؟!!
.......
..........
يمضي به هذا العام
2010 أي عشر سنوات على ما أسموه الألفية الثالثة..ولا يرى ضوءا في الأفق..
وتساءل مرة أخرى!هل
نعيش بعصر الارتهان الأمريكي؟!
كلهم كذلك ...
وما بين الشخصي من
هموم والعام من غيوم وضباب..ورسوم متحركة سياسيا..بدأت الأيام والساعات تعلن
الاقتراب منذ نهاية عام ....
...عاد ليعيش مع
أحبائه في الإسكندرية
كانوا ما بين النشيط
سياسيا وجماهيريا على الأرض في الاعتصامات التي
بدأت تظهرمنذ فترة
داخل المشهد السياسي المصري..حيث كان رد فعل السلطة عليها التفرج فقط..مع اعلام
رخيص و مهتريء ومأجور لهم.. فلا يظهر إلا
ما يريدون... !! وصحف يومية
ومستقلة..تتحدث حديثا يشبه حكاوي المقاهي..أي
أنه بلا نتيجة أو ردة فعل من السلطة...
.... في احد نقاشاته مع أحمد ورشيد
" صحبته الاسكندرانيه".., افضى لهم مرة انه يحس ببوادر ثورة شعبية ..,
وفجر جديد قادم على ابواب مصر...
رشيد بادر بالرد بسرعه : ــ انتب تحلم يا
عمنا ..,!..وبدأ يسرد له الاوضاع الحاليه
وما آلت اليه قوة " أمن الدوله"ــ التي اصبحت ضعفي عدد الجيش النظامي
..وزواج السلطه بالمال ..,واهتراء الاحزاب ..,و..خيبة الامل في قوى اليسار التي
اصبحت على علاقة ماليه بمنظمات الحقوق المدنيه في الخارج ــ والتي كان هو ورشيد
يؤمنان دوما بانها منظمات مشبوهة ــ ...
استمع لكلام احمد ورشيد ..لم يكن حديثهما
يأسا ..فهما مقاتلين عنيدين ونشيطين ولهما رفقة جميلة تؤمن بما يؤمنان.., يعبدون
كل حبة رمل في بلدهم الحبيب مصر ... عاشقون للعروبة والانسان... مؤمنون بضرورة
المقاومه ... , فهم رغم نبرة اليأس الظاهرة , كانوا لا يكلّون ولا يتوقفون ..!!
"ايمان" العزيزه الشاعرة
وصاحبة القلم الرشيق ..تركت الكلمة والشعر ولكنها لم تترك نشاطها لانها ببساطه لا
تصالح !! ...ومع ذلك كان يحس من خلال تعليقاتها المقتضبه أنها لا تأمل بتغيير
قريب قادم ...
... السمراء الرقيقه "نهى"..,
وصل بها اليأس من الحال , الى ان تلغي كلمات اغنية يستهلكها الاعلام الرسمي يوميا
لتكتب :
ــ مصر مش امي ..., انا
امي ست طيبه ومحترمه !
ـــ نيلها مش دمي ..انا دمي نضيف !!
ـــ شمسها مش في
سماري.., انا سماري ورثته عن
اللي خلّفوني وبحبهــم ..!!
...ضحك يومها عندما قرأ كلماتها التي برغم
سخريتها كانت تقطر حزنا وغضبا.. ولكن دمعة انحدرت من عينيه فقد احسّ بما يعتمل في
صدرها وعقلها .., وتذكر انه فعل وقال ما قالته نهى اكثر من مره وفي اكثر من مناسبه
منذ مجيء "ابطال اوسلو" الى
الوطن !!!
.....,
ومع ذلك , وبرغم كل ما قالوا وتحدثوا .. ,
أصرّ هو على عناده وقال لهم:
ــ برضه مهما قلتم واعدتم ,..ومهما كان ...
أنتم موعودون ب بثورة قادمه و "شكل تاني"! وقريبا ..ربما في يناير ..
انتظروا ..!!
ـــ اشمعنى يناير ؟؟..سأله رشيد ...
ـــ لانكم في مصر دايما موعودين تاريخيا ب
يناير أو يوليو ..ومن زمان قوي..! انت
ناسي اني انني حضرت انتفاضة يناير العظيمه 1977 وانا في اسكندريه ؟! والتي نعتها
السادات ب انتفاضة الحراميه ..!!...ــ شعب عظيم بملايينه يوصف بالحراميه لأنه
انتفض وطالب بالتغيير ثائرا من اجل ذلك ولقمة العيش التي اصبحت مهددة بسياسات
الانفتاح العشوائي والفجائي ـــ
......
....هو في الحقيقه لا يدري لماذا اختار
لاصدقائه هذا التاريخ ؟!
( خاصة انه لم تكن في
تلك الايام أي دعوة محددة لذلك كما حدث بعدها )!!
ولماذا هذا العناد وهذا الامل اللذان حطاّ عليه في رؤية تغيير قادم !!..
...ولكنه كان مراقبا
للأحداث...وكانت عيونه وآماله دوما على مصر...
فارتهانها جلب ارتهان
العرب..وقيامها وصعودها صحوة للعرب..!
ومع ذلك لم تغفل مراقبته لما يحدث في
المغرب..كان يحس أن تونس تحمل جمرة نار ؟ تحت رماد حكم بوليسي دام طويلا..ومن
أحداث صغيرة تنقلها وسائل الإعلام الممكنة من هناك أحس بقادم جديد لكنه لم يفلح في
معرفته جيدا..
وأسلم عقله وقلبه
للانتظار.......
تمر أيام...ويقترب مولده الذي يصادف
مولد المسيح..كان جالسا غير متابع أمام
للتلفاز بعد أن نام الصغار.... يحس بان
شيئا قريبا سيحدث ولكن لا امل مرجو في استنباطه من وسائل الاعلام التي تمارس
الاستذكاء يوميا... وبعدها بيوم وفي
27/ديسمبر ...
التفتت عيونه واذانه وحواسه كلها بقوة الى
الغرب ....شاب تونسي فاض به الكيل من البطالة ..والاهانة اليومية واليأس من الطبقة
الحاكمة والاحزاب ...الى ان يشعل النار بنفسه امام مقر الحاكمية في بلدته ....لينفجر
الشارع التونسي نارا هادرة ...تقابل بقمع اشد من زبانيةالحاكم الذي جلس على قلوبهم
وعقولهم لاكثر من ربع قرن ....
احبته واصدقاؤه في
تونس هم سبقوه في تصميمهم على ضرورة رحيل الفاسد ...وهو رأى النهاية آتية ..!!
...ومع نهاية آخر يوم في هذه السنة العجفاء وبينما
هو يتابع اخبار احتفالات العالم برأس سنة جديده ..ابت دقائق الفجر الاولى الاّ ان
تاتيه بخبرــ تناقلته محطات العالم بسرعة امامه ــ خبر نزل عليه كالصاعقه
..تفجيرات في كنيسة القديسين في الإسكندرية...شظايا أناس
وعربات متطايرة أمامه...طار النوم"الذي كان على وشك"من عينيه...تحرك
داخل البيت كطائر في قفص! لا يدري ما يفعل..أصابته نوبة حزن وغضب...جرب أن يتصل
بالأصدقاء هناك فلم يفلح..ولم تدخل طبعا عقله الرواية الجاهزة التي سارع الإعلام
الرسمي بنقلها عن الأيدي الخفية والخارجية والإرهاب المتأسلم!
فهو يعلم أيام كان هناك في السبعينات من
صنع هذه الجماعات التفكيرية وغذّاها....هو هو جهاز أمن الدولة نفسه...
وافتعال هذه الواقعة
جاء بعد احتجاجات قوية خاصة من شعب الاسكندرية
على انتخابات رديئة وهزيلة ومزورة لارادتهم طالبوا
بتغييرها وتغيير المحافظين معها ؟! فبذور الثورة كانت موجوده في الاسكندريه منذ
زمن قريب حين شهدت هذه المدينه وغضبت لمقتل الناشط الجميل " خالد سعيد"
بطريقة بشعه على أيدي رجال الامن في يونيو وتم تلفيق تهمة المخدرات التي دسّــوها
في فمه بعد قتله !!
..فكان لابد من حدث يخدرهم بعيدا ..بمشاركة
اعلام رديء تابع وجاهز للتبرير ..
في
غمرة غضبه وحزنه رجعت به الذاكرة لتلك الايام وهذا الشارع الذي كم تمشى هو
وأصدقاؤه فيه ...حتى الكنيسة نفسها تذكر عندما دخلها لحضور فرح ــ اكليل ــ لعروسين
لعائلة مسيحية من أصدقائه هناك ........
........ ..
من له مصلحة في فتنة الان ؟؟
عاد ليتساءل ....؟!
في اليوم التالي افلح
بالاتصال بنهى التي كان سكنها ليس بعيدا من المنطقة فكانت كلماتها الحزينة والخائفة
عما حدث ...عن بعض اصدقائها من مسيحيين كانوا هناك لا تعرف مصيرهم ...كانت كلماتها
مشحونة بغضب وحزن كثيف ...وانهى رسالته لها بتأكيده ان الايام القادمة ستحمل
تغييرا كبيرا ...
-انت غريب
قوي..متفاءل ...وبتفكر فينا مع انك عايش في قلب الهم والحصار ؟!
- بفعلتهم هذه
التغيير جاي.. والجماعة قـرّبوه اكثر ؟!!..
...وانتهى الحديث
بدأت
اول ايام العام الجديد ...وهو يتنقل على المحطات والاخبار ويلهث وراءها
...والاصدقاء في تونس ومصر يبلغونه بما يحدث على الارض وبدأت دعوه في مصر لمسيرة
اعتصام كبرى في يناير ..
البعض كان حذرا ومشككا والبعض بدأ يعد نفسه
للحدث بما فيه من التعرض للقتل والشهادة ..
على الجانب الاخر كان يتابع مهزلة فضح اوراق
مباحثات السلام العبثيــه وردود
اركان السلطة الاكثر هزليه عليها ...وهو يرى ويعلم ان ما يحصل على الارض امامه
اسوأ كثيرا ويسأل نفسه :الى متى؟!
اقترب يوم الاحتفال
بعيد ميلاد المسيح عند الشرقيين منهم ...وكان يتابع مهزلة معـدّة سلفا في الاعلام
المصري سبقها اغنيات اتحاد الصليب والهلال ..!!المعهودة وكأنها حـل للمسألة ؟!..وشاهد طابورا من مذيعي السلطة
امام بوابة الكنيسة في ذات الاحتفال ...يتحدثون بكلمات مكررة ومملة عن الوحدة
الوطنية ...الخ...
تابع المنظر الهزيل ...عاد ليتصل برشيد
والاسكندرانية ...مؤكدا ان الفجر قادم بعد الذي رآه ...قال:
-ارى نهايتهم قريبة ..وفي يناير ..لا
اعرف متى المهم في يناير ...
-انت لسه بتحلم ؟!...
-من حقي احلم ...والايام جاية .......!!
دقت الساعة معلنة
نهايةيوم آخر من العام الجديد ...اقفل جهاز التلفاز والكمبيوتر وارسل بعدها تحيته
للجميع بالعام الجديد والميلاد لاصدقائه المسيحيين....
اتجه لغرفة نوم
اولاده ليقبلهم وهم نائمون ...كان يحس بفرحة وانفراجة قادمة على الاوطان .....
اتجه الى السرير
...نظر نظرة الى غطائه الثقيل الذي يقيه من البرد ..للحظة تخيله كأنه خريطة مصر.......
احتضن نفسه داخل الخريطة
الغطاء !!....واستسلم لاغفائه بانتظار الفجر القادم ليوم جديد وفجر اكثر انارة ..
ولحلم غير مزروع في الخلا ...لاول مرة !!
يــــاســــر أكــرم