خايف عليكي يامصر..وبحكيــلك
على المكنــون !!
... ...
فكّـوا اشتباك الليل مع
خيوط النهـار
الفجر نوره بيبتسم ..رغم الحصار
غــربه الوشوش..
الــوان , رتوش ..
.. جالنا "الحــرس"
صابنا الخـرس !!
سكت الكــلام...,
نقطة نظــام ..! *
...كان المنظر المؤثر والذي خالف تاريخ مصر كلها منذ عهود
الفراعنه..., عندما ارتفعت أحذية الجماهير الثائره في ميدان التحرير في وجه
الشاشات العملاقه التي كان يطل عليهم منها مبارك في خطابه الثاني الذي وبعناد مستمر
رفض فيه التنحّـي عن الحكم ؟!! ليتبعه بيومين تنحّيه اخيرا عن سلطاته التي استمرت
30 عاما وعلى لسان نائبه المزعوم والمرفوض ايضا من الجماهير نفسها.. ...
كان المنظر فريدا ..وسيسجّـل لاحقا في التاريخ باعتباره البدايه الهامه والجديده
لانتهــاء مفهوم السلطان الاله او ابن الالهه من العقلية المصريه وللابد ..,كما
ذكر الشاعر الكبير عبد الرحمن الابنودي ــ لتسجل هذه اللحظة التاريخيه عصرا جديدا
وعقلية مختلفة جذريا في التفكير والنظرة الى الحاكم في تاريخ مصر
..ولكن المنظر الذي تبعه بيومين ومن مدينة
الاسكندريه , هو الذي جعلني احس بالاطمئنان والتأكد من رحيل اكبر فاسد في تاريخ
مصر ... فأمام قصر راس التين تجمع الشعب هناك بكل طوائفه مصمما على رحيل
السلطان..
لحظتها تذكّـرت تلك الحواجز ــ على رمل الشاطىء ــ ..,و التي
كنا نمنع من الاقتراب منها ونحن طلاب دراسة ايام السبعينات !...
..كان المنظر موحيا وذا دلالة في خاطري ...,
فمن هنا رحل فاروق في يوليو 52
ومن هنا سيرحل مبارك وازلامه الى الابد ..!!
ولكن .., ما تبع ذلك من احداث هو ما اثار
انزعاجي وقلقي على هذه الثورة الفريده ..ما تبع ذلك من امور بدأت تطفو على السـطح
هو ما اقلق كل مراقب للمشهد السياسي ..
لندرك كم الهوة التي تفصل بين طموح الشعب بصفته صانع ثورة يناير وراعيها .., وبين
ما يقوم به المجلس العسكري بصفته "المسئول السياسي " عن ادارة البلاد
والمجتمع في المرحلة الانتقاليه .., وهي هوة مرشـّحة للاتساع يوما بعد يوم ... مما
يؤدي لاندلاع ازمة الثقـة بين الطرفين ...
فكان لا بد للشرفاء من التحرك لتخفيف حدّة الاحتقان ولاجهاض
الازمة وانقاذ الثورة ....
كان الاصرار عجيبا على بقاء احمد شفيق وأزلامه
من النظام السابق وكان الرجل يتحدث وكأن ولي نعمته موجود ....،فلماذا قامت الثورة
اذن ؟!...
وتحت الضغوط ذهب الرجل ...ولم يذهب "عمر
سليمان".؟؟ ولم يتطرق احد للان لموضوعه وموضعه...؟؟!!
ثم
عين المجلس العسكري "عصام شرف "وهو برغم من انه كان وزيرا سابقا ..الا
انه كان مع الثورة كما يقولون من اليوم الاول ...
جاء الرجل الى ميدان التحرير ...وتكلم كلاما
جميلا وجيدا مع الجماهير المحتشدة ..لولا
ان عكر هذه اللقطة منظر يثير اكثر من تساؤل حول المستقبل ..فقد كان الى
جانبه على المنصة واحد من اقطاب الاخوان المهمين الذين خرجوا من السجن قريبا..؟!! بينما اقصي شباب الثورة عن المنصة !!
مترافقا
مع ذلك الاصرار العجيب من المجلس العسكري "واكرر بوظيفته السياسية " على
المدة القصيرة للانتخابات التشريعية والرئاسية ..وهو يعلم ان كل فلول وازلام
النظام السابق موجودة وبقوة في المحليات والمحافظين والاهم في المؤسسة الاعلامية التي
هي مركز الثورة المضادة الاول بامتياز !!
ثم
كان طرح الاستفتاء العجيب على التعديلات الدستورية وليس على الدستور الجديد ..!! فالشرعية
الثورية تلغي حتى الشرعية الدستورية وهذا له سوابق في التاريخ المصري والعالمي
ولكنهم اصروا وجري الاستفتاء بنعم ولا ...وكان طبعا ان استغلت الفئة الاكثر تنظيما
(الإخوان)ذلك لصالحهم بان ذهبوا لتحريض المواطنين البسطاء (ملحوظة :40%من المقترعين
كانوا أميين)...بايعازهم للمقترعين بأن "لا" ذات الدائرة السوداء تعني
انهم يريدون الغاء المادة الثانيه من الدستور (والخاصة باعتبار الشريعة الاسلامية
مصدر التشريع )بينما الخضراء "نعم" معها ..!!
وهكذا جاءت نتيجة الاستفتاء ( الذي لا يستطيع
احد ان ينكر كونه المرة الاولى التي يشارك فيها الشعب المصري بحدث كهذا منذ اكثر
من 60 عاما )ب "نعم"..تلك وكان ما كان من اقرار التعديلات التي وصفها
احد النشطاء ب " ترقيع غشاء البكاره "..!!
فلماذا كل هذه التحويلات الغريبه ؟ مع ان
المنطق يقول باقرار دستور جديد وهو أمر لا يستغرق كثيرا كما أدعى البعض على وسائل
الإعلام المختلفة حيث هناك 3دساتير جاهزة"قبل دستور عائلة مبارك"يستطيع
المشرع أخذ أغلب موادها وتعديلها والإضافة إليها والحذف منها!!
وكان
منظرا فريدا لم ينتبه إليه الكثيرون بطريقة التعاطي والكلام من المجلس العسكري على
لسان اللواء ممدوح شاهين الدين كان يتحدث وكأنه يلقي أوامر عسكرية في المؤتمر
الصحفي وخلاصة كلامه أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان!!
فالرجل
لم يستطع أن يخرج من عباءة العسكرية ويدرك
أنه يتحدث بصفة سياسية وهي وظيفة المجلس
العسكري الآن خاصة بعد إضافة مواد كثيرة
لمواد التعديل الدستورية ربما بعضها يتنافى ويتناقض مع غيرها الآخر ..!!
طبعا القوى التي كانت تعول على"لا"
أصابتها خيبة أمل برغم قبولها لنتيجة أول استفتاء حقيقي يحدث منذ30عاما...
فلم
يكن الوقت ـ الذي طالبت قبلا وبإلحاح باطالته ـ يسمح لها بذلك فظلمت أمام قوى لها
مصالح آنيّة ومستقبلية (اتباع الوطني والإخوان )
فهم جاهزوا التنظيم منذ ايام السادات !!وكان واضحا لأي مراقب متوسط الذكاء أن
هناك تنسيقا ما على مواد الدستور المعلنة والمضافة بين المجلس العسكري والإخوان ...!!
ثم كانت مفاجئة الحوار الوطني ..واقول مفاجئه
لانها كانت بدون اعداد او طرح سابق .. او حتى موعد معلن.. ؟!!
وكان ملفتا طبيعة المشاركين فيه من شخصيات تم دعوتهم بصفتهم الشخصيه
(!)..وليس التمثيليه !! والاغرب حضور شخصيات من رموز النظام السابق وطرحها قصرا
على المجتمعين ..وهنا لم يكن مصادفة مفاجئتهم بورود بند في برنامج الحوار ( الذي
تم سلقه سريعا وبدون اطلاعهم المسبق عليه ..!) يتحدث عن قواعد التعامل وشروط
المصالحه مع رموز العهد البائد وحزبه ؟!!!
...كيـــف ؟؟
فما حدث في مصر هو ثورة شعبية ـ بكل المقاييس
ـ على نظام سابق فاسد كـكل ...وليس حربا اهلية نسعى بعدها للحوار والمصالحه..؟!!
امّا أهداف الحوار كما اعلنت : فهي من اجل بناء
توافق وطني حول رؤية مستقبلية لعقد اجتماعي جديد ... الخ ..!!!
.. ألم يكن الاجدر بهم ان يقولوا ب: التوصل
الى وفاق عام حول مهام المرحلة
الانتقالية وادارتها بعد تحقيق
اهداف وطموحات ومطالب الثورة المشروعه واهمها وضع دستور جديد ..؟؟!!
وبين الامرين فرق واختلاف كبيرين !!
...باختصار .., كان الحوار المذكور
استهلاكا للوقت فقد جاء جدول اعماله مزدحما بقضايا شديدة التنوع وبعيدة عن المطالب
الرئيسيه لشباب الثورة ...
وكان الأجدر أن يكون له عنوان واجد وهو "
كيفية ادارة المرحلة الانتقاليه "
كما سبق وذكرنا.... ولكن ؟!!
كيف يحدث ذلك وكان واضحا ومثيرا خلو الجلسة
من الشباب صنّاع الثورة ومفجريها ..؟!!
..مرة اخرى : لمــاذا ؟..ولصالح من ؟!
كنت
أراقب كل ذلك..وبسبب انقطاع النت تنقلت بين محطات عديدة..وكانت مفاجأة لي في نفس
الليلة التي كانت فيها جلسة الحوار المذكورة..أن شاهدت مناظر تلفزيونية على قناة
ال on tvجعلتني أحس أن مصر المحروسة
متجهة إلى احتقان سياسي من طراز جديد.........
ضيوف الاعلامي المميز والمخضرم "يسري فوده" من العقول المفكرة في مصر
: د.حسام عيسى ود.حاتم
زهران ود.حسن نافعة ..بالاضافة للإعلامي
المتميز الذي يتمتع بعقلية حوارية مبدعة وذكية..فكانت الجلسة مخصصة للإعلان
الدستوري وكان واضحا أن للضيوف ملاحظات نقديه جديرة بالاهتمام على هذا الإعلان غير
أن هذا الدخول الغريب للواء "ممدوح شاهين" على الخط جعل الحوار وكأنه
يبدو بين السلطة والمعارضة وكان حديثه منفعلا وسبب صدمة للمشاركين والمشاهدين فقد هلفط
الرجل كثيرا..وكان يتحدث بمنطق تحميل الجميل..إلى أن وصل إلى الطامة الكبرى حيث
قارن بين الجيش المصري بمؤسسته التاريخية وبين ما يجري في
ليبيا"!!"وكأنه يحمل تهديدا مبطنا بجميلته هذه...! وينسى اللواء أنه يتحدث نيابة عن المجلس العسكري
هنا وفي الموضوع المحدد بصفته السياسية وليس العسكرية ؟ مع أنه تلقى هذا التوضيح
من د.حسن نافعة...ولكنه واصل الحديث الأول....
صحيح
أن المجلس لعب دورا مهما في حماية الثورة من خلال عدم إطلاق النار أو فض
الاحتجاجات بالقوة..ولكنه من ناحية أخرى حمى النظام حين حرص على ما تبقى منه وأصر
في البداية على تواجدهم..., وباصلاحات شكلية للمؤسسات لن تضمن لمصر مستقبلا يرفعه
من جديد بقوة لبناء دولة حديثة وفي ظل غموض النوايا والشكوك والقلق الذي انتاب
شباب الثورة الذين ضحوا بدمائهم خوفا على مصير الثورة ووجهوا دعوة مليونية
"لانقاذ الثورة"فكانت... ولوحظ عدم اشتراك الاخوان فيها .. واستطاع
الحشد الضخم في التحرير والاسكندرية وغيرها أن يرسل رسالتين إلى كل
من"الاخوان"والمجلس العسكري,,..
للإخوان=أنه بوسع القوى السياسية المؤيده لاستمرار
الثورة مواصلة العمل بمفردها أن لزم الأمر إلى أن تحقق جميع الاهداف..
وللمجلس
العسكري فكانت الرسالة انه يقدر دور القوات المسلحة الوطني ولكنه لن يسمح لأحد
بالالتفاف على مطالبها أو إجهاضها ...
..ثم
تبع ذلك حوادث وأحداث غريبة..اشترك الإعلام"الذي ركب الموجة برموزه
التقليدية"في تضخيمها عن قصد وليس صدفة ...
...فمن
حرق ملفات أمن الدولة في أكثر من محافظة,"بايادي مجهولة!"إلى افتعال
فتنة طائفيه مترافقة مع غياب الأمن الرادع لذلك ..,إلى استضافة رموز الإخوان ورموز
السلفيين الخارجين من السجن!...إلى تضخيم المظاهرات الفئوية للعمال وبعض المصالح
الحكومية وجعلها في الصدارة الإعلامية.., إلى رسالة الرئيس التلفزيونية
الوقحة"الّذي تحدث وكأنه مازال على كرسيه!"من خلال قناة العربية
المعروفة وليس عن طريق إعلام بلده..إلى الحلول الساذجه للانفجارات الطائفية عن
طريق شيخ سلفي وقس !..والدولة غائبة "مع أن المفروض الجرائم والمخالفات تحل
عن طريق القانون وبغض النظر عن ديانة وجنس مرتكبيها "..!
كل ذلك يجري والأمن غائب وكأن كل شيء مقصود
ليصل الجميع إلى مرحلة الترحم على النظام السابق!
طبعا
جرت خطوات من الحكومة خلال ذلك ربما أعادت بعض الاطمئنان للناس ولكنها لم تكن
كافية..فإدخال رموز النظام السابق السجن وإحالتهم للمحاكمات
"وحصرها
في المسألة المالية وليس الجرمية"أمر مقلق..كما أن خروج فتاوى قانونية غريبة
عن أنه ليس هناك محاكمة على الفساد السياسي أمر أغرب..! فأكثر من قانوني ومصر تزخر
بهم أكدوا وجود ذلك..ما القصد؟!
هذا ما ستكشفه الأيام ........
أما
المؤسسة الإعلامية فحدث ولا جرح..فبرغم تغيير قيادتها الشكلية على دفعتين؟!!إلا أن
أغلب منتفعي النظام السابق بقوا فيها..وبما فيها..!!
والمحطات
الخاصة تتوازى معهم في ركوب الموجة أحيانا..وفي التركيز على سلبيات بعينها ـ "وهم
يعلمون رموز النظام السابق وأعوانه وراءها ..!"كالبلطجة وإثارة النعرات
الطائفية..
طبعا لا يخلو الأمر من الإشادة باعلاميين شرفاء
لم يغيروا مواقفهم..وكانوا مع الثورة من اليوم الأول.......
ولكن
على سبيل المثال لا الحصر..لماذا هذا الاصرار العجيب من القنوات على إعادة وتكرار
الاعاده, لافلام ومسلسلات وأغان لرموز فنيه وضعها شباب الثورة في قائمة العار؟!
حتى
زهرة وأزواجها ال25فرضت علينا في مسلسلها ومقابلاتها..لمـــــاذا؟!
ولكن
اسوأ ما فعله الاعلام الرسمي والخاص هو استضافة رموز تيارات سلفية كانت تحتيّه قبل أيام ؟! فما هو القصد؟!
أسئلة
كثيرة وقلق كبير من مستقبل مجهول.., فرضت نفسها خاصة مع هذا الاستعجال على
الانتخابات لمجلس الشعب وبعدها الرئاسة في وقت قصير..وهم يعلمون جيدا من هي القوى
المرتبة والجاهزة..!!
يحدث
ذلك وشباب الثورة وحكماء وأساتذة مشهود لهم ينادون بالتريث..وبتغيير القيادات
المحلية في المحافظات"التي هي من صنيعة
ومنتفعي الحزب الحاكم"
كذلك
المحافظين الذين خرج علينا المجلس العسكري والحكومة بتغييرهم بنفس الصيغ ونفس
الوجوه ونفس السلوك والاصرار على رتبهم الامنية..
أيضا لمـــــــاذا؟!
..كل
ما حدث ويحدث يضع تحت عنوان واحد! ...إجهاد
وإجهاض الثورة...........
وكنتيجة
حتمية لكل ذلك السلوك..والاصرار الغريب على غياب الأمن"مع أن مقترحات كثيرة
وسريعة وضعت أمام وزير الداخلية الجديد لم يعبأ بها"..عادت الحكاية السخيفة ل
كاميليا شحاتة إلى الطفو على السطح وتبعها عبير..وربما سيتبعها أخريات...
(اشمعنى إناث؟!..يعني لو كان الذي غيّر دينه
رجل سنرى نفس الضجة؟!!")
حادثة عبير جمعت كل ما تحدثنا عنه سابقا......
فشاب مسلم"لم يتضح بعد من وراءه..فهو
ليس بريئا ولا يتصرف كفرد"
ادعى
بأن خطيبته المسيحية التي أسلمت محتجزة في كنيسة امبابة؟!..
وبدل
أن تتجـه المشكلة الشخصية جدا..إلى القضاء كما يحدث في عالم متحضر أونصف متحضر أو
إلى القانون..جاء بمجموعة من السلفيين ليهاجموا الكنيسة تحت سمع وبصر الأمن
والدولة ..!! لتراق الدماء والضحايا والجرحى والخراب والحرق لصالح من؟
وهل المسألة تحتاج لكل ذلك؟!
وطبعا بدأ الإعلام إياه يصول ويجول ويحاور
وغاب الأمن وغابت الدولة..وجاء الشيخ السلفي إياه والقس لكي يحلو المسألة!!..بل إن
نفس الشيخ زار مشيخة الأزهر..في أشارة واضحة لاعطاء نفسه شرعية من مكان
كهذا..وكأنه يغيب المؤسسة الدينية الأزهرية كما غيبت الدولة نفسها........
عقول
مستنيرة تتكلم..وتحاور..وتقاوم وتصنع الحلول ولكن ما يحدث ذكرني بعهد مبارك
حيث:"اتكلموا..براحتكوا..مش مشكلة..المهم ما فيش حل!!!"
لأن لا أحد يستمع إليهم..فالجميع يتصرف بما
فيهم المجلس العسكري والحكومة وكأنهم ..,خطوة للأمام وخطوتين للوراء..وكأنهم
خائفون أو بعضهم موقنون بعودة رموز النظام السابق..
بل
وصل الأمر في أحدهم ممن يدعونهم محللون سياسيون إلى المجاهرة بعودة أمن الدولة
قويا كما كان لأنه كما زعم لم يحدث في عهدهم الميمون ما حدث من
فتنة
طائفية أو بلطجة..
..... فهل ضاعت دماء الشهداء هَدراً؟؟!
هؤلاء الشهداء الذين كان شرارتهم فتى
الاسكندريه "خالد سعيد" الذي
نكّـل به من قبل امن الدولةبطريقة وحشيه وتم دس لفافة البانجو في فمه بعد موته
لتقيد القضيه ببساطه : موت نتيجه اختناق بالمخدرات..؟؟!
ولتحفظ القضيه في ادراج منسيه او ظنوها كذلك..! ... وليعود لنا كبير الاطباء الشرعيين في عهد
الرئيس المخلوع والمسئول عن تلفيق القضيه ,ليتحدث امام نفس الاعلامي المتميّز
"يسري فوده" ليصرّ بكل ثقة على ان تقريره كما هو لم يتبدل "بعد
الثورة"..وكأني به يتحدث بثقة الضامن
لولي نعمته المستريح في شرم الشيخ بعد ان وقّع له على تقرير ساذج وكاذب بخصوص
حالته الصحيه المتدهوره والتي تمنع استجوابه كما ذكر..!!...وفعل الاعلامي المتميز
خيرا حينما فضحه امام المشاهدين والمتابعين ..,ليطاح به من مركزه في اليوم
التالي..
..كل ذلك حدث ويحدث وما زال المجلس العسكري
يستخدم الاعلام عن قصد ربما (؟!) ..,
لاشعار الجماهير العريضه بالتأزم ..!! في نفس الوقت الذي يقف فيه متفرجا ولا يتدخل
في قضايا مثل الامن والبلطجه – التي اصبح معروفا من وراءها – وكذلك المحاولات
المستمره لاثارة الفتنة الطائفيه ..,وآخر الأثافي هذا السلوك العجيب تجاه متظاهرين
مصريين احرار قرروا التظاهر في ذكرى يوم النكبه – مجرد التظاهر ..!- امام السفارة
الاسرائيليه ..., فكانت النتيجه انهم
عوملوا بقسوة شديده من الجيش وقوات الامن المركزي تحت سمعه وبصرهم... وبعد ان كان
الفتى منهم قبل ايام سعيدا يغني :" ارفع راسك فوق انت مصري"..طلبوا منه وبكلمات
نابيه أن يوطــّي رأسه وينزل على ركبتيه الى الارض ويقفل فمه ..!
... أيضــا .. لمـــاذا؟!..
... يقولون ويتكلمون ويثرثرون عن فقدان الامن
في الشارع ..؟!...حسنا , ها قد بانت قوتهم وامنهم – الذي يقولون انه غائب..! –
وقوتهم على الردع ...ولكن ضد من ؟!..وامام سفارة من..؟!!
الشيء
الاخر الواضح ,والذي حاولت وسائل الاعلام الرسمي والخاص التغاضي عنه والذي
لم يعد خافيا على أي مراقب ., هو هذه المماطلة المـمله والمقصوده في موضوع محاكمة
العائلة المالكة ورموز الفساد ..؟!
... فمن وراء ذلك ؟؟!
والجواب انه بالاضافة للمستفيدين في الداخل
..,هناك المتوجسون في الخارج واولهم ..,السعوديه – امريكا العرب – ودول الخليج
الذين يضغطون بقوة كي لا تحدث هذه السابقه المؤذيه لهم و لكياناتهم – كما يرون ! –
قالسعوديه نفسها والتي قامت بجرم سكت عنه كل
العالم .., وهو قمع شعب البحرين امام الاسماع والابصار . بقوات عسكريه ..!! ( شعب
يتظاهر للاصلاح في بلده يقمع بقوات دولة اخرى ) ؟!!... هي نفسها السعوديه ,من
يتدخل حاليا بالضغط السياسي والمالي على رئاسة الوزراء والمجلس العسكري في مصر
..من اجل عدم حدوث تلك المحاكمات .., وتهدد بطرد العمالة المصرية من دولها ..
.. أليس من يقول لها ولمن حولها : الله الغني
..! نحن لا نقبل املاءات ولا حتى من امريكا نفسها ..!!
... ونحن نفترض في احرار مصر ان يتعلموا
ويعودوا بالذاكره للدور القذر الذي لعبته هذه المملكه وما زالت في سوريا ولبنان "منذ الحرب الاهليه في
الثمانينات وللان "... وغيرها من الدول العربيه والفقيره
.. فكفــى املاءات وضغوط من قبل الدشاديش
النفطيه ...!!
واضح ايضا ان رومانسية السيد عصام شرف , لم
تفلح في فرض مطالب الثورة الاساسيه .., وواضح ايضا انه مكبّل بشكل او بآخـر
بتعليمات المجلس العسكري..!
وكما وعد الثوار في ميدان التحرير بالعودة الى
صفوفهم ان لم يستطع تحقيق مطالبهم .., فعليه ان يفي بوعده ويفعل ..!.. ولو انه في
الحد الادنى توصل الى فرض مبدأ ان يكون
الدستور اولا .., فيكفيه هذا الانجاز لكي نتذكره دوما بعدها بكل الاحترام
والتقدير..!
... يأتي حدث اخر بعدها ليخيّب امال الثوار
والحالمين بالتغيير في مصر وعلى مستوى الامة العربيه ..
فرجــل اسمه " نبيل العربي"..والذي
هو وزير خارجية في تلك الجكومه والذي استطاع وفي مدة قياسيه قصيره ان يعيد للدبلوماسية هيبتها ورونقها التاريخي المعروف من خلال اجراءات سريعة على مستوى العلاقة مع
الجوار العــدوّ(!) والصديق الافريقي
المنسي منذ سنين ..ليبدأ التذمر منه من طرف الصهاينه والامريكيين ..., ففجــأة
وبعد بلبلة ترشيحات لمنصب امين الجامعة العربية يطرح اسمه وبدون مقدمات .., لينال
الموافقة الكامله من الجميع ؟؟!!
وليذكرنا ذلك بما حدث سابقا مع " عمرو
موسى "..يوم ان كان وزير الخارجية الالمع ..! فيحال الى دكّـة الاحتياط كأمين
عام لجامعة الدول العربيه ..!!
ومن الآن اقول لكم ان " نبيل
العربي", لن يستطيع فعل شيء في هذا المنصب
فهذه المؤسسه خلقت ونشأت من رحم الاستعمار
السابق لتكريس الانقسام العربي .. ويكفي انها نشأت من دول كانت جميعها محكومة من
قبل المندوب السامي البريطاني (وسيتبعه الامريكي طبعا !)..
... خيبة امل اخرى لثوار مصر والعرب ..,
وسلوك غير مفهوم ولا ينذر بخير ..!
....... نأتي اخيرا لحادثة كان مفترضا ان تكون مجالا لتقدير وشرف
المخابرات المصريه وشباب الثورة ..؟!, فتحوّلها جهات ما , ومعها اجهزة الاعلام (
التي يحاولون اقناعنا بانها تغيّرت .. وأنا مصـّر انها مركز الثورة المضاده الاول
!) الى منحى آخــر : ...عن جاسوس اسرائيلي قبض عليه ..,حضر الى مصر في مهمة
استطلاعية للموساد بعد تنحي الرئيس المخلوع كما ورد في البيان الرسمي للمؤسسة
العسكريه !.. وتمّ القبض عليه بمساعدة شباب الثورة كما ورد في البيان الرسمي
ايضا.... ولكن هذه الصحافة وهذا الاعلام
أصــرّ على انه موجود قبل 25 يناير ..وشارك في الثوره ..؟؟!! بل ربما من محـرّضيها
؟؟!!...
... أيضا نتسأءل : لصالح من هذا الهــراء ؟!
والاجابة واحده : اجهاد واجهاض الثوره
وشبابها ...!
.. فلم يلحظ احد اثناء ذلك من مراقبين وجماهير
انه في نفس التوقيت من هذه المحاولات التشويهيه – حسب أخر الاخبار التي تصل -
..,وصول افواج الى فنادق القاهرة والاسكندريه واسوان ,من منظمات مشبوهة تتسمى
باسماء الحقوق المدنيه ؟!
NGOs + U S Foundation
...جاءت هذه الوفود بهدف
واحد هو تقديم تمويلات ماليه مشبوهة بدعوى دعم شباب الثوره .., لتبقى مصر – كما
يفكرون ويأملون – رهينة المساعدات تلك التي يتبعها عادة املاءات !!
وهدف هذه التحويلات المشبوهه الامتداد والتغلغل
في صفوف شباب الثورة بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والفكريه من اقصى اليمين
الى اقصى اليسار... ., واذا لم ينتبه الثوار وشباب مصر الحر الى ذلك .., فنحن على
ابواب كارثة لا يعلم مداها الاّ الله ..!
.. سيناريوهات كثيرة تستعجلها الادارة
الامريكية والصهاينه معا .., لأنهم فوجـئوا بالثورة ومسارها الذي لم يكن كما
يريدون ..., ولأنهم تعوّدوا على الانظمة المستبده لتنفيذ رغباتهم ..,
فالديموقراطيه الحقيقية للشعوب المطالبه بها تعتبر مصدر ازعاج لهم ..وتثقل الاعباء
عليهم ..!
فهل ننتظــر ؟؟
.. وهل سيضيع ما فعلناه وضحينا من اجله
؟؟!
وهل نترك دماء الشهداء تضيع هــدرا ؟!!
خايف عليكي يا حبيبتي
يا مصــر
..وحكيتلك على المكنون ...
وبتمنى اكون غلطـــــــان ....
ســـــامحيني
....
ياحبيبتي انا قلبي فانوس
بس الغنــــى محبــــوس
بكرة اللي جاي شمـــوس
وعينيكي يتحنّـــوا... **
- ياسر أكـرم
نهاية/مايو/2011
*
شعر :ايمان بكري
**
شعر : مجدي نجيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق