الخميس، 8 مارس 2012

من يوميات العاشق الاخير -3 - من حقنا نحلم ..


           اوراق مستعاده              
     من مفكرة العاشق الاخــير ..(3)

         ..من حقّــنا نحــــــلم ..

... ...
يا زارع ف الخــلا حلمـك
ورامي ع الزمان حمــلك..
...
وبتقول ايه رمــاك ع المــر؟!
..ولسّه فاكر انك حــــر ..!
وبتـدور السنين وتمــر..
وف غمضة عين يفوت العمر.. *


...ينزل بين النور والظلام..ومن رأسه الى رأسه يرتمي.!!
ولا تعرفه بعد اليوم عيناه ..!!

..كان يظن الغرقى بحاجة اليه ..هو الطائر فوق نهايتهم وحكايتهم
..ويراهم اليوم لا يشعرون بانهم غرقى... فأي حاجة لهم لأمثاله ما داموا سينقذون بموت آخــر ..!!

...وفي ظلام النهايه.., جلس يكتب البدايه:

         ــ أأنت وطني ؟..أم وطن غربتي؟؟
           أأنت وطني ؟.. أم لا وطن لي ,
                           ..غير اغنية خارج اللحن !!
                           , وامـرأة خارج النسـاء؟!
          أم ..وطـن تبـدّد في ضباب رأســـي..؟!!

وكما يفترس الليل الغابات,.. كانت دموعه الباطنه تفترس صــدره..

.. كان يردد ذلك كــلّه , وهو يرى حوار الطرشان المقرر كمناهج الدراسه والمرسوم بغباء سنوي والمسمى بمؤتمرات القمة العربيه ..!, وهؤلاء الاراجوزات الّذين يتوافدون ليومين منذ خمسين عاما..يجتمعون فيهما ويردّدون نفس البلاغات ,..ونفس الكليشيهات..ينظر اليهم ويستمع.. وهو في البيت قابع مع ولديه في منطقة مصنفة" بعبث  "اوسلو".. ب منطقه (c)..حيث الخطوات والخروج مساء ..محدودة ومحسوبه .., لدرجة انه احيانا تصيبه كوابيس الخوف على اطفاله , من طريق يعبث بها مستوطنون عنصريّون أتوا من كل بقاع الدنيا ليسرقوا وطنا وارضا ليست لهم ..فهل سيحسبون حسابا لطفل _ يعتبرونه عدوهم مستقبلا !_..فيما لوعبر الشارع ليدهسوه على سبيل التسليه ؟!!..

   هي ..هي بعض من يوميات الهم العادي ..والتي لا يعلم بها هؤلاء الاراجوزات وناطقهم الرسمي !

... في نفس الوقت كان وما يزال حوار طرشا ناخر ولكنه مقصود ومرصود..أسموه " المفاوضات المباشره وغير المباشره".!!بين من يقولون عنهم بانهم سلطه .. وهم في اكثر وضع شاذ تاريخيا ( سلطة بلا ارض ولا حدود ولا دوله)..!! و..عدو غاصب للارض والحياه منذ اكثر من ستين عاما و يتمادى كل يوم في استباحة ما تبقى منهما غير أبـه لكل هؤلاء العربان واجتماعاتهم ..ولم لا ؟! ما داموا ادمنوا التنازل تلو التنازل ..!!

     هو...يمارس روتين حياته اليومي..يحمل أبنائه إلى المدرسة..يمر عبر 3 مناطق هزليه’ أ,ب,ج..يذهب إلى عمل لا يأتي من الاّ النزر اليسير..ومع ذلك يواصل الحياة ..
..كان وما يزال يقاوم "من داخل دائرة الاصفار العبثية"..وبرغم كبواته في المال والزواج.. يحاول برغم الحصار السياسي والإعلامي والحياتي تربية أبنائه على بعض مما كان يعتبره الأفضل والأقوم...
تقدم به العمر..تعب من تجربته المريرة في الزواج ..تذكر صديقه الشاعر اللبناني قبل سنوات طويلة:

   " خييي أنت محظوظ في العشق والهوى..مش محظوظ في الزواج لا تعيدها!!"

...لكنه اعادها..وكان الفشل اكبر..وخيبة الأمل في الشريك أوسع!!

حوارات طرشان أخرى تتكرر معه حتى في عمله ..موظف ضرائب يأتي اليه محملاً باوراق..وهو جالس بلا عمل..!!وآخر يأتي من جهة ضريبية أخرى..يسأل عن هذه الضريبة الغريبة وكيف لطبيب أن ينفذها "القيمة المضافة17%".. !!  تتكرر وجوههم  ويأتون وهم يرونه جالسا بلا عمل ..!!
....موطفون متبوعون وتابعين..لسلطة لا تعرف ما تريد..وكل يوم تفقد البوصلة عن يوم سبقة..!!
فعلى أرض مرسومة بحدود في سحاب أذهانهم المرهونة للرعاة الرسميين"!!"....جاؤوا.. مع أبطال اوسلو..بمراسم ونشيد وطني..وبساط أحمر ..حاملين في عقولهم تكريسا مسبقا وختوما بكل رداءات الكراسي العربيه الحاكمه..!!..ليمارسوها بغباء معلب على شعب قاتل وكافح وصمد بدونهم لأكثر من خمسين عاما ..!!
..جاؤوا باوامر ما ربما من الراعي الاول ..,بدعوى ترتيب حياتنا اليوميه..؟!..فقاموا ب لخبطتها ..! فلم يجدوا ما يمارسونه على الشعب الباقي سوى القمع اليومي " وكأنهم ينوبون عن الاحتلال بهذه المهمه"..!
فيمارسون ما يمارسوه بعد ان دفنوا رأسهم في الرمال والوحل متناسين حقهم الاول والاخير في المقاومه وازالة الاحتــلال ..
.... .....
  مواسم الغضب تتعدد..ولا جمرة نار تتحرك لا في الحياة السياسيه من حوله ولا في حياته هو..!!

... تمضي الايام , ينتظر ويراقب ... وتنضم الى سلواه هذه ..,هذا الجهاز الحضاري العجيب (الانترنت),..والذي طالما آثر الابتعاد عنه بعناد عجيب متسلحا بحبه الدائم ..الكتاب .
  ولكن الجهاز العجيب اصبح واقعا امامه .., خاصة انّه لابد منه لصغاره في البيت ..فهو زمنهم وليس زمنه !.. بعدما اصبح من ضمن المقررات المدرسية حديثا ..
وبواسطة صغاره.. ومساعدتهم تعرف على جهاز الكمبيوتر  !!..ليصبح سلواه هو بعد ان يطمئن عليهم ليلا في أســّرتهم..!!

  وبواسطته اصبح له اصدقاء يشعر بحنين دائم لهم ..واشتياق اكثر كما لو انه بينهم .. خاصة أهل الاسكندريه – المدينة التي كانت وما تزال عشقه الدائم -..اضافة لاصدقاء من مصر وتونس والجزائر و..عبر البحار ..

... ومع الوقت اصبح في لهف دائم لسماع اخبارهم والاطمئنان عليهم , عن حياتهم اليوميه ,وشئونهم وشجونهم عن الوطن والحياة والسلطه والناس ..!! ..كان يستمـدّ الاخبار والحقيقه منهم .., الحقائق التي على الارض وليس عن طريق ماكينة الاعــلام التخديريه والفضائيات الهــزيله !!

اصبح له اصدقاء  واحبة كثر .....يملؤون  ليله وحصاره ....بهجة ونقاشا وتواصلا إنسانيا...
وعبر هذه الوسيلة تذكر ....حكاية جميلة   أو تجربة حدثت له منذ شهور قليلة ...اسماها
     "حب عبر الســــــحاب"....!!
كان سعيدا وصادقا بكل محتويات الحكاية –عبر هذه الوسيلة التي لم تكن في ذهنه ولا على باله ...ولكن ....كما في الحياة ...في هذه الوسيلة ايضا... عندما يدخل في هذه العلاقة اخرون ....ومتطفلون ومستشارون – تتعرض هذه العلاقة البسيطة لما تتعرض له في الحياة ــ ...

فكان تخوفه وقلقه من ان تضيع كما ضاعت منه اشياء جميلة وكثيرة  خلال مشوار حياته !! ....سعادته بالعلاقة قتلت اوقات الحصار الذي تلازمه ... كان يشتاق اليها بلهفة وكأنه سيراها غدا تنتظره على محطة المواصلات ..!!
....ولكن ...وآآه من لكن هذه !!...حدث ما كان يساوره من قلق وخوف ...فكما كانت البدايه من جانبها ب: اين انت يا صديق الروح ؟..و..المكان يضيق بدونك ؟!...و....روحك صاحبتي ...
كانت النهاية ايضا من جانبها بذرائع  تافهة لا تليق بها ولا به ولا بطريقة تفكيرهما !!!!
 يومها..أحس بالأسى..وبالبرد..فتكّوّر مع صغاره يحضنهم..كمن يبحث عن الدفء في أنفاسهم..مرسلا نظرة صامتة إلى البعيد..ربما حيث هي!..نظرة ساهمة تبحث  عمّايحدث حولنا..ولماذا؟!..ربما نظرته الصامتة الحائرة كانت تبحث عن نقطة ضوء في هذه العتمة..عبر الغيوم القادمه من وراء أفق يضيق مع الايام..!!

يومها ترك نفسه لجهاز التلفاز مع أطفاله الذين يشاهدون الرسوم المتحركة تاركا  أمر المشاهدة لهم..وليتذكر لحظتها صديقه الإسكندراني الذي كان يتصدر صفحته بعبارة :" في مصر أعيش ويلح علي صباح مساء..أني قد  سقطت خطأ في متاهة من أفلام الرسوم المتحركة..حيث اللامعقول سرمدي..لا يريد أن ينتهي"!

...تذكرها وتسائل بينه وبين نفسه! هل نحن حقا نعيش زمن الرسوم المتحركة؟....والعواطف؟! ,هل هي رسوم متحركة أيضا؟!!
.......
   ..........
يمضي به هذا العام 2010 أي عشر سنوات على ما أسموه الألفية الثالثة..ولا يرى ضوءا في الأفق..
وتساءل مرة أخرى!هل نعيش بعصر الارتهان  الأمريكي؟!

كلهم كذلك ...
وما بين الشخصي من هموم والعام من غيوم وضباب..ورسوم متحركة سياسيا..بدأت الأيام والساعات تعلن الاقتراب منذ نهاية عام ....

...عاد ليعيش مع أحبائه في الإسكندرية
كانوا ما بين النشيط سياسيا وجماهيريا على الأرض في الاعتصامات التي
بدأت تظهرمنذ فترة داخل المشهد السياسي المصري..حيث كان رد فعل السلطة عليها التفرج فقط..مع اعلام رخيص  و مهتريء ومأجور لهم.. فلا يظهر إلا ما يريدون... !!   وصحف يومية ومستقلة..تتحدث حديثا  يشبه حكاوي المقاهي..أي أنه بلا نتيجة أو ردة فعل من السلطة...
   .... في احد نقاشاته مع أحمد ورشيد " صحبته الاسكندرانيه".., افضى لهم مرة انه يحس ببوادر ثورة شعبية .., وفجر جديد قادم على ابواب مصر...
    رشيد بادر بالرد بسرعه : ــ انتب تحلم يا عمنا ..,!..وبدأ يسرد له الاوضاع  الحاليه وما آلت اليه قوة " أمن الدوله"ــ التي اصبحت ضعفي عدد الجيش النظامي ..وزواج السلطه بالمال ..,واهتراء الاحزاب ..,و..خيبة الامل في قوى اليسار التي اصبحت على علاقة ماليه بمنظمات الحقوق المدنيه في الخارج ــ والتي كان هو ورشيد يؤمنان دوما بانها منظمات مشبوهة ــ ...
     استمع لكلام احمد ورشيد ..لم يكن حديثهما يأسا ..فهما مقاتلين عنيدين ونشيطين ولهما رفقة جميلة تؤمن بما يؤمنان.., يعبدون كل حبة رمل في بلدهم الحبيب مصر ... عاشقون للعروبة والانسان... مؤمنون بضرورة المقاومه ... , فهم رغم نبرة اليأس الظاهرة , كانوا لا يكلّون ولا يتوقفون ..!!

   "ايمان" العزيزه الشاعرة وصاحبة القلم الرشيق ..تركت الكلمة والشعر ولكنها لم تترك نشاطها لانها ببساطه لا تصالح !! ...ومع ذلك كان يحس من خلال تعليقاتها المقتضبه أنها لا تأمل بتغيير قريب قادم ...

 ... السمراء الرقيقه "نهى".., وصل بها اليأس من الحال , الى ان تلغي كلمات اغنية يستهلكها الاعلام الرسمي يوميا لتكتب :
                         ــ مصر مش امي ..., انا امي ست طيبه ومحترمه !
                         ـــ نيلها مش دمي ..انا دمي نضيف !!
                        ـــ شمسها مش في سماري.., انا سماري ورثته عن          
                            اللي  خلّفوني وبحبهــم ..!!  

    ...ضحك يومها عندما قرأ كلماتها التي برغم سخريتها كانت تقطر حزنا وغضبا.. ولكن دمعة انحدرت من عينيه فقد احسّ بما يعتمل في صدرها وعقلها .., وتذكر انه فعل وقال ما قالته نهى اكثر من مره وفي اكثر من مناسبه منذ مجيء  "ابطال اوسلو" الى الوطن !!!
.....,
    ومع ذلك , وبرغم كل ما قالوا وتحدثوا .. , أصرّ هو على عناده وقال لهم:
     ــ برضه مهما قلتم واعدتم ,..ومهما كان ... أنتم موعودون ب بثورة قادمه و "شكل تاني"! وقريبا ..ربما في يناير .. انتظروا ..!!
  
      ـــ اشمعنى يناير ؟؟..سأله رشيد ...
      ـــ لانكم في مصر دايما موعودين تاريخيا ب يناير أو يوليو ..ومن زمان قوي..!  انت ناسي اني انني حضرت انتفاضة يناير العظيمه 1977 وانا في اسكندريه ؟! والتي نعتها السادات ب انتفاضة الحراميه ..!!...ــ شعب عظيم بملايينه يوصف بالحراميه لأنه انتفض وطالب بالتغيير ثائرا من اجل ذلك ولقمة العيش التي اصبحت مهددة بسياسات الانفتاح العشوائي والفجائي ـــ
......

   ....هو في الحقيقه لا يدري لماذا اختار لاصدقائه هذا التاريخ ؟!
( خاصة انه لم تكن في تلك الايام أي دعوة محددة لذلك كما حدث بعدها )!!  ولماذا هذا العناد وهذا الامل اللذان حطاّ عليه في رؤية تغيير قادم !!..

...ولكنه كان مراقبا للأحداث...وكانت عيونه وآماله دوما على مصر...
فارتهانها جلب ارتهان العرب..وقيامها وصعودها  صحوة للعرب..!

    ومع ذلك لم تغفل مراقبته لما يحدث في المغرب..كان يحس أن تونس تحمل جمرة نار ؟ تحت رماد حكم بوليسي دام طويلا..ومن أحداث صغيرة تنقلها وسائل الإعلام الممكنة من هناك أحس بقادم جديد لكنه لم يفلح في معرفته جيدا..
وأسلم عقله وقلبه للانتظار.......
          تمر أيام...ويقترب مولده الذي يصادف مولد المسيح..كان جالسا غير متابع  أمام للتلفاز بعد أن نام الصغار....  يحس بان شيئا قريبا سيحدث ولكن لا امل مرجو في استنباطه من وسائل الاعلام التي تمارس الاستذكاء يوميا...  وبعدها بيوم وفي 27/ديسمبر ...
   التفتت عيونه واذانه وحواسه كلها بقوة الى الغرب ....شاب تونسي فاض به الكيل من البطالة ..والاهانة اليومية واليأس من الطبقة الحاكمة والاحزاب ...الى ان يشعل النار بنفسه امام مقر الحاكمية في بلدته ....لينفجر الشارع التونسي نارا هادرة ...تقابل بقمع اشد من زبانيةالحاكم الذي جلس على قلوبهم وعقولهم لاكثر من ربع قرن ....

احبته واصدقاؤه في تونس هم سبقوه في تصميمهم على ضرورة رحيل الفاسد ...وهو رأى النهاية آتية ..!!

 ...ومع نهاية آخر يوم في هذه السنة العجفاء وبينما هو يتابع اخبار احتفالات العالم برأس سنة جديده ..ابت دقائق الفجر الاولى الاّ ان تاتيه بخبرــ تناقلته محطات العالم بسرعة امامه ــ خبر نزل عليه كالصاعقه

..تفجيرات في  كنيسة القديسين في الإسكندرية...شظايا أناس وعربات متطايرة أمامه...طار النوم"الذي كان على وشك"من عينيه...تحرك داخل البيت كطائر في قفص! لا يدري ما يفعل..أصابته نوبة حزن وغضب...جرب أن يتصل بالأصدقاء هناك فلم يفلح..ولم تدخل طبعا عقله الرواية الجاهزة التي سارع الإعلام الرسمي بنقلها عن الأيدي الخفية والخارجية والإرهاب المتأسلم!
      فهو يعلم أيام كان هناك في السبعينات من صنع هذه الجماعات التفكيرية وغذّاها....هو هو جهاز أمن الدولة نفسه...
وافتعال هذه الواقعة جاء بعد احتجاجات قوية خاصة من شعب الاسكندرية
 على انتخابات رديئة وهزيلة ومزورة لارادتهم طالبوا بتغييرها وتغيير المحافظين معها ؟! فبذور الثورة كانت موجوده في الاسكندريه منذ زمن قريب حين شهدت هذه المدينه وغضبت لمقتل الناشط الجميل " خالد سعيد" بطريقة بشعه على أيدي رجال الامن في يونيو وتم تلفيق تهمة المخدرات التي دسّــوها في فمه بعد قتله !!
         ..فكان لابد من حدث يخدرهم بعيدا ..بمشاركة اعلام رديء تابع وجاهز للتبرير ..
    في غمرة غضبه وحزنه رجعت به الذاكرة لتلك الايام وهذا الشارع الذي كم تمشى هو وأصدقاؤه فيه ...حتى الكنيسة نفسها تذكر عندما دخلها لحضور فرح ــ اكليل ــ لعروسين لعائلة مسيحية من أصدقائه هناك  ........ ........ ..       
     من له مصلحة في فتنة الان ؟؟
       عاد ليتساءل ....؟!

في اليوم التالي افلح بالاتصال بنهى التي كان سكنها ليس بعيدا من المنطقة فكانت كلماتها الحزينة والخائفة عما حدث ...عن بعض اصدقائها من مسيحيين كانوا هناك لا تعرف مصيرهم ...كانت كلماتها مشحونة بغضب وحزن كثيف ...وانهى رسالته لها بتأكيده ان الايام القادمة ستحمل تغييرا كبيرا ...
-انت غريب قوي..متفاءل ...وبتفكر فينا مع انك عايش في قلب الهم والحصار ؟!
- بفعلتهم هذه التغيير جاي.. والجماعة قـرّبوه اكثر ؟!!..

...وانتهى الحديث
    بدأت اول ايام العام الجديد ...وهو يتنقل على المحطات والاخبار ويلهث وراءها ...والاصدقاء في تونس ومصر يبلغونه بما يحدث على الارض وبدأت دعوه في مصر لمسيرة اعتصام كبرى في يناير ..
      البعض كان حذرا ومشككا والبعض بدأ يعد نفسه للحدث بما فيه من التعرض للقتل والشهادة ..
    على الجانب الاخر كان يتابع مهزلة فضح اوراق مباحثات السلام        العبثيــه وردود اركان السلطة الاكثر هزليه عليها ...وهو يرى ويعلم ان ما يحصل على الارض امامه اسوأ كثيرا ويسأل نفسه :الى متى؟!

اقترب يوم الاحتفال بعيد ميلاد المسيح عند الشرقيين منهم ...وكان يتابع مهزلة معـدّة سلفا في الاعلام المصري سبقها اغنيات اتحاد الصليب والهلال ..!!المعهودة وكأنها   حـل للمسألة ؟!..وشاهد طابورا من مذيعي السلطة امام بوابة الكنيسة في  ذات الاحتفال  ...يتحدثون بكلمات مكررة ومملة عن الوحدة الوطنية ...الخ...
     تابع المنظر الهزيل ...عاد ليتصل برشيد والاسكندرانية ...مؤكدا ان الفجر قادم بعد الذي رآه ...قال:
      -ارى نهايتهم قريبة ..وفي يناير ..لا اعرف متى المهم في يناير ...
      -انت لسه بتحلم ؟!...
      -من حقي احلم ...والايام جاية .......!!

دقت الساعة معلنة نهايةيوم آخر من العام الجديد ...اقفل جهاز التلفاز والكمبيوتر وارسل بعدها تحيته للجميع بالعام الجديد والميلاد لاصدقائه المسيحيين....
اتجه لغرفة نوم اولاده ليقبلهم وهم نائمون ...كان يحس بفرحة وانفراجة قادمة على الاوطان .....
اتجه الى السرير ...نظر نظرة الى غطائه الثقيل الذي يقيه من البرد    ..للحظة تخيله كأنه خريطة مصر.......
احتضن نفسه داخل الخريطة الغطاء !!....واستسلم لاغفائه بانتظار الفجر القادم ليوم جديد وفجر اكثر انارة ..

      ولحلم غير مزروع في الخلا ...لاول مرة !!

           
                                      يــــاســــر أكــرم

                                   (9 يناير/ 2011)

من يوميات العاشق الاخير -5 - ..اغبياء يمارسون الاستذكاء ..!!



   من يوميات العاشق الاخير -5 -




    ...   أغبياء.., يمارسون الاستذكاء !!


     ... قلوب .. قلوب خاويه
     لا فيها خير ..,ولا شر !
    .. وقلوب .. قلوب غاويه,
      تجرح كتير و تضـر..
    وابو القليب صافي
      ,..لكن لسانه مــرّ..!!
    ــ فين الحقيقه ؟!
      ..., تعبت علشانها القلوب !
                                                       (عبد الرحيم منصور)


... كما في العوالم التي حولنا ..كما في الحياة ....

 ... وكما في عالم السياسه .. حين يخرج مسئولون _ او من يسمونهم كذلك _ علينا عبر بزّاتهم الانيقه المنشّـاه _ وهذه ايضا أثمانها من جيوبنا نحن !!_ .. ليمارسوا ماشاء لهم , الكذب بكافة فنونه .., بينما نحن نرى الواقع على الارض مخالف تماما , بل بعيد كل البعد عمّا يتحدثون
  ويصّرحـون !!

  ...يحدث مثله ايضا في  الحياه ..حياتنا الخاصة وواقعنا اليومي .. 
  ..وكما في عالم السياسة العربي الكاذب والمتأمرك المتصهين منذ عقود
 كان وما زال مسئوليهم يلفّــون ويدورون باحاديث وتصريحات ,.. أقل ما يقال عنها انها لا تدخل عقل طفل صغير.. فيعدوننا _ وبدون ان يرمش لهم جفن _ بالمن والسلوى والرخــاء الكبير القادم .., لنكتشف انه وعـد لهم ولابنائهم فقط..!! ومع ذلك لا يتورعون عن الاصرار عى ممارسة الكذب تلو الكذب .. وحين تواجههم بالحقائق الفجّـة الواضحه .., لا يستحون ولا يرتدعون بل يضيفون للرواية الاولى الكاذبة ملحقات اخرى تبريرية لها !!.., كي يبعدوك عن المقصد الاصلي لكذبهـم ..!!
          وكما يحدث هذا ,..يحدث مثله ايضا في الحياه.. حياتنا الخاصة وهمومنا اليوميه !!

..وأنا لا أزعم أنني مثالي..بل أرفض ذلك التعبير لأن الإنسان المثالي ذاك غير موجود على أرض الواقع ولن يكون..
...ولكن...
واجهت في رحلة العمر هذا النوع من البشر..
وكنت في البداية أغضب وأحزن وأكتئب..من مثل هذه السلوكيات..فقد مر علي الكثير من هذه النماذج من أقرب الناس إلى أبعدهم..ولم يكن ينقضي الذكاء أو المراقبة لالاحظ الكذب في عيونهم في رواية يروونها أو خبر..أو تحذير عظيم كما يدعون من أفواههم لا فض فوههم ..!

وكان أن توصلت إلى نوع من الرد على مثل هذا السلوك ب"الصمت"...
فالصمت هنا احترام فائق أو احتقار مطبق..لدرجة أنني وضعت هذا التعبير فوق رأسي مكتوبا في مكان عملي وبيتي..وتركت لهم الــــفهم  ...!!

ولكن..من المحزن جدا أنك بعد رحلة العمر المليئة بالتعب والأشواك والنضالات اليومية..تكتشف أنهم لا يتوانون  عن الاستمرار بل..اكتشفت أنني بصمتي عن تفاهتهم..فسروا صمتي بأنهم استطاعوا اقناعي أو الانتصار بكذبهم الذي-سبحان الله!-علي أن أصدقه ..!
..فعاد ليصيبني الحزن من جديد..وأحيانا أحاول إقناع نفسي بأنني أنا الغبي أمام ذكائهم المبارك!..فأعود لرحلة صمت أطول!

أتأمل..أسرح..أغضب..أعود للحزن
..كلامي لا استثني منه أحدا من حولي..من أقرب الناس إلى أبعدهم..
حتى الأبعد يكون أجمل وأصرح معاك.....

   لماذا يحدث معي ذلك..!
من حولي..ممّن يودُّونني بحق..يقولون لي مشكلتك أنك تريد أن يتعامل معك بطريقتك..أنت صريح والمسألة عندك معادلة رياضية1+1=2هكذا أنت لا تخجل إن أخطأت وتعتذر حتى لطفلك!
هذا جميل..ولكن من حولك يريد أن يوصل لك شيئا غير مقنع وكاذب بمليون لفة وطريق ملتو بينما أنت ترى خلاصة حديثه تتخلص في كلمتين،الحق والحقيقة !

         ..أنت في غير زمنك!!..عليك أن تتعامل مثلهم؟!!
              -كيف..بعد أن مضى قطار العمر؟!
                   لم أفعلها وأنا شاب!

     يحدث ذلك ومازال على كافة المستويات وتختلف مناحي الحياة حتى العاطفية......
      رجل تراه صديقا وتحاول في نفسك تجاهل أنه يمر عليك باستمرار..طالما جيبك عامر..لكي يستدين خدمة أو علاجا مجانيا..وحين يكتشف أن حالك تغير أو أنك في ضائقة..يتذرع بكذبة بلهاء لكي يبتعد ولا ينتبه أن كذبته غير مســوّغة او منطقيه وتفضحه..!،فيغلق هاتفه إن استحكم الأمر والغباء ..!
   أنثى تراها لطيفة..تحس في زحمة الحياة أنها واحة راحتك...،وأنت تعلم أنك لست الوحيد في حياتها .....وعندما تحس بأنك تعلم شيئا تلجأ لنفس الأسلوب كذبة أخرى بعيدة عن الموضوع..وعنجهية ومكابرة ..وتحس من حديثها وكأنها أم المؤمنين..وهنا..،تصمت وتؤثر الابتعاد أنت قبلها..!!فالكذب من امرأة أصعب الف مرة.. فلربما يتبعه كوارث..

بل يصل إلى أقرب الناس إليك..هؤلاء لا أدري بأي نفس يواصلون..ويستمرون
..فهل يدرون أن الاستذكاء الذي يمارسونه مواز للاستغباء؟!أي استغبائنا نحن؟!!

...ربيع الثورات جاء,,فهل يأتي بثورة في العـــــــــــقول  !   
  
  ثورة في الذوق والاحترام
  واعادة مفهومها الصحيح إلى العقل الانساني....
فمن عليك أن تحترمه وتحترم عقله وتعامله بمنتهى الذوق والاحترام  هو من يعاملك بالصدق والحقيقة..
فالذوق والاحترام لا يقدم لمرؤوسك..أو وزيرك أو حتى رئيس بلدك..ما لم
يفهم هذا الآخر أنك إنسان لا يحق له ممارسة الاستغباء عليك وعليه أن يفترض أن كل إنسان حوله أذكى منه ؟
 لقد كثرت أحلام اليقظة في ليالينا في سبيل فجر آخر من جديد
في كل شيء ونعود برغم كل شيء لنردد مع شــاعرنا
              على هذه الأرض.....الأرض
                 ما يستــــحق الحياة

                                                                           ياســـــــر
                                                                          مايو\2011    

من يوميات العاشق الاخير -4 - خايف عليكي يامصر وبحكيلك على المكنون..!!








 خايف عليكي يامصر..وبحكيــلك
   على المكنــون !!

... ...
    فكّـوا اشتباك الليل مع خيوط النهـار
    الفجر نوره بيبتسم ..رغم الحصار
    غــربه الوشوش..
    الــوان , رتوش ..
    .. جالنا "الحــرس"
          صابنا الخـرس !!
                  سكت الكــلام...,
                    نقطة نظــام ..!      *

  ...كان المنظر المؤثر والذي خالف تاريخ مصر كلها منذ عهود الفراعنه..., عندما ارتفعت أحذية الجماهير الثائره في ميدان التحرير في وجه الشاشات العملاقه التي كان يطل عليهم منها مبارك في خطابه الثاني الذي وبعناد مستمر رفض فيه التنحّـي عن الحكم ؟!! ليتبعه بيومين تنحّيه اخيرا عن سلطاته التي استمرت 30 عاما وعلى لسان نائبه المزعوم والمرفوض ايضا من الجماهير نفسها..    ... كان المنظر فريدا ..وسيسجّـل لاحقا في التاريخ باعتباره البدايه الهامه والجديده لانتهــاء مفهوم السلطان الاله او ابن الالهه من العقلية المصريه وللابد ..,كما ذكر الشاعر الكبير عبد الرحمن الابنودي ــ لتسجل هذه اللحظة التاريخيه عصرا جديدا وعقلية مختلفة جذريا في التفكير والنظرة الى الحاكم في تاريخ مصر
 ..ولكن المنظر الذي تبعه بيومين ومن مدينة الاسكندريه , هو الذي جعلني احس بالاطمئنان والتأكد من رحيل اكبر فاسد في تاريخ مصر ... فأمام قصر راس التين تجمع الشعب هناك بكل طوائفه مصمما على رحيل السلطان..
  لحظتها تذكّـرت تلك الحواجز ــ  على رمل الشاطىء ــ ..,و التي كنا نمنع من الاقتراب منها ونحن طلاب دراسة ايام السبعينات !...
  ..كان المنظر موحيا وذا دلالة في خاطري ..., فمن هنا رحل فاروق في يوليو 52
  ومن هنا سيرحل مبارك وازلامه الى الابد ..!!

  ولكن .., ما تبع ذلك من احداث هو ما اثار انزعاجي وقلقي على هذه الثورة الفريده ..ما تبع ذلك من امور بدأت تطفو على السـطح هو ما اقلق كل مراقب للمشهد السياسي  .. لندرك كم الهوة التي تفصل بين طموح الشعب بصفته صانع ثورة يناير وراعيها .., وبين ما يقوم به المجلس العسكري بصفته "المسئول السياسي " عن ادارة البلاد والمجتمع في المرحلة الانتقاليه .., وهي هوة مرشـّحة للاتساع يوما بعد يوم ... مما يؤدي لاندلاع ازمة الثقـة بين الطرفين ...
 فكان لا بد للشرفاء من التحرك لتخفيف حدّة الاحتقان ولاجهاض الازمة وانقاذ الثورة ....
    كان الاصرار عجيبا على بقاء احمد شفيق وأزلامه من النظام السابق وكان الرجل يتحدث وكأن ولي نعمته موجود ....،فلماذا قامت الثورة اذن ؟!...
   وتحت الضغوط ذهب الرجل ...ولم يذهب "عمر سليمان".؟؟ ولم يتطرق احد للان لموضوعه وموضعه...؟؟!!
ثم عين المجلس العسكري "عصام شرف "وهو برغم من انه كان وزيرا سابقا ..الا انه كان مع الثورة كما يقولون من اليوم الاول ...
    جاء الرجل الى ميدان التحرير ...وتكلم كلاما جميلا وجيدا مع الجماهير المحتشدة ..لولا  ان عكر هذه اللقطة منظر يثير اكثر من تساؤل حول المستقبل ..فقد كان الى جانبه على المنصة واحد من اقطاب الاخوان المهمين الذين خرجوا من السجن قريبا..؟!!  بينما اقصي شباب الثورة عن المنصة !!

     مترافقا مع ذلك الاصرار العجيب من المجلس العسكري "واكرر بوظيفته السياسية " على المدة القصيرة للانتخابات التشريعية والرئاسية ..وهو يعلم ان كل فلول وازلام النظام السابق موجودة وبقوة في المحليات والمحافظين والاهم في المؤسسة الاعلامية التي هي مركز الثورة المضادة الاول بامتياز  !!

      ثم كان طرح الاستفتاء العجيب على التعديلات الدستورية وليس على الدستور الجديد ..!! فالشرعية الثورية تلغي حتى الشرعية الدستورية وهذا له سوابق في التاريخ المصري والعالمي ولكنهم اصروا وجري الاستفتاء بنعم ولا ...وكان طبعا ان استغلت الفئة الاكثر تنظيما (الإخوان)ذلك لصالحهم بان ذهبوا لتحريض المواطنين البسطاء (ملحوظة :40%من المقترعين كانوا أميين)...بايعازهم للمقترعين بأن "لا" ذات الدائرة السوداء تعني انهم يريدون الغاء المادة الثانيه من الدستور (والخاصة باعتبار الشريعة الاسلامية مصدر التشريع )بينما الخضراء "نعم" معها ..!!
  وهكذا جاءت نتيجة الاستفتاء ( الذي لا يستطيع احد ان ينكر كونه المرة الاولى التي يشارك فيها الشعب المصري بحدث كهذا منذ اكثر من 60 عاما )ب "نعم"..تلك وكان ما كان من اقرار التعديلات التي وصفها احد النشطاء ب " ترقيع غشاء البكاره "..!! 
    
       فلماذا كل هذه التحويلات الغريبه ؟ مع ان المنطق يقول باقرار دستور جديد وهو أمر لا يستغرق كثيرا كما أدعى البعض على وسائل الإعلام المختلفة حيث هناك 3دساتير جاهزة"قبل دستور عائلة مبارك"يستطيع المشرع أخذ أغلب موادها وتعديلها والإضافة إليها والحذف منها!!
وكان منظرا فريدا لم ينتبه إليه الكثيرون بطريقة التعاطي والكلام من المجلس العسكري على لسان اللواء ممدوح شاهين الدين كان يتحدث وكأنه يلقي أوامر عسكرية في المؤتمر الصحفي وخلاصة كلامه أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان!!
فالرجل لم يستطع أن يخرج  من عباءة العسكرية ويدرك أنه يتحدث بصفة سياسية    وهي وظيفة المجلس العسكري الآن خاصة بعد إضافة  مواد كثيرة لمواد التعديل الدستورية ربما بعضها يتنافى ويتناقض مع غيرها  الآخر  ..!!

    طبعا القوى التي كانت تعول على"لا" أصابتها خيبة أمل برغم قبولها لنتيجة أول استفتاء  حقيقي يحدث منذ30عاما...
فلم يكن الوقت ـ الذي طالبت قبلا وبإلحاح باطالته ـ يسمح لها بذلك فظلمت أمام قوى لها مصالح آنيّة ومستقبلية (اتباع الوطني والإخوان )  فهم جاهزوا التنظيم منذ ايام السادات !!وكان واضحا لأي مراقب متوسط الذكاء أن هناك تنسيقا ما على مواد الدستور المعلنة والمضافة بين المجلس العسكري والإخوان ...!! 

  ثم كانت مفاجئة الحوار الوطني ..واقول مفاجئه لانها كانت بدون اعداد او طرح سابق .. او حتى موعد معلن.. ؟!!
   وكان ملفتا طبيعة المشاركين  فيه من شخصيات تم دعوتهم بصفتهم الشخصيه (!)..وليس التمثيليه !! والاغرب حضور شخصيات من رموز النظام السابق وطرحها قصرا على المجتمعين ..وهنا لم يكن مصادفة مفاجئتهم بورود بند في برنامج الحوار ( الذي تم سلقه سريعا وبدون اطلاعهم المسبق عليه ..!) يتحدث عن قواعد التعامل وشروط المصالحه مع رموز العهد البائد وحزبه ؟!!!  

      ...كيـــف ؟؟
    فما حدث في مصر هو ثورة شعبية ـ بكل المقاييس ـ على نظام سابق فاسد كـكل ...وليس حربا اهلية نسعى بعدها للحوار والمصالحه..؟!!
  امّا أهداف الحوار كما اعلنت : فهي من اجل بناء توافق وطني حول رؤية مستقبلية لعقد اجتماعي جديد ... الخ ..!!!

    .. ألم يكن الاجدر بهم ان يقولوا ب: التوصل الى وفاق عام حول مهام المرحلة      الانتقالية  وادارتها بعد تحقيق اهداف وطموحات ومطالب الثورة المشروعه واهمها وضع دستور جديد ..؟؟!!  
       وبين الامرين  فرق واختلاف كبيرين !!

       ...باختصار .., كان الحوار المذكور استهلاكا للوقت فقد جاء جدول اعماله مزدحما بقضايا شديدة التنوع وبعيدة عن المطالب الرئيسيه لشباب الثورة ...
    وكان الأجدر أن يكون له عنوان واجد وهو " كيفية ادارة المرحلة الانتقاليه " كما سبق وذكرنا.... ولكن ؟!!
      كيف يحدث ذلك وكان واضحا ومثيرا خلو الجلسة من الشباب  صنّاع الثورة ومفجريها ..؟!! ..مرة اخرى : لمــاذا ؟..ولصالح من ؟!

كنت أراقب كل ذلك..وبسبب انقطاع النت تنقلت بين محطات عديدة..وكانت مفاجأة لي في نفس الليلة التي كانت فيها جلسة الحوار المذكورة..أن شاهدت مناظر تلفزيونية على قناة ال on tvجعلتني أحس أن مصر المحروسة متجهة إلى احتقان سياسي من طراز جديد.........
     ضيوف الاعلامي المميز والمخضرم  "يسري فوده" من العقول المفكرة في مصر  : د.حسام عيسى ود.حاتم زهران ود.حسن نافعة ..بالاضافة للإعلامي المتميز الذي يتمتع بعقلية حوارية مبدعة وذكية..فكانت الجلسة مخصصة للإعلان الدستوري وكان واضحا أن للضيوف ملاحظات نقديه جديرة بالاهتمام على هذا الإعلان غير أن هذا الدخول الغريب للواء "ممدوح شاهين" على الخط جعل الحوار وكأنه يبدو بين السلطة والمعارضة وكان حديثه منفعلا وسبب صدمة للمشاركين والمشاهدين فقد هلفط الرجل كثيرا..وكان يتحدث بمنطق تحميل الجميل..إلى أن وصل إلى الطامة الكبرى حيث قارن بين الجيش المصري بمؤسسته التاريخية وبين ما يجري في ليبيا"!!"وكأنه يحمل تهديدا مبطنا بجميلته هذه...!  وينسى اللواء أنه يتحدث نيابة عن المجلس العسكري هنا وفي الموضوع المحدد بصفته السياسية وليس العسكرية ؟ مع أنه تلقى هذا التوضيح من د.حسن نافعة...ولكنه واصل الحديث الأول....
صحيح أن المجلس لعب دورا مهما في حماية الثورة من خلال عدم إطلاق النار أو فض الاحتجاجات بالقوة..ولكنه من ناحية أخرى حمى النظام حين حرص على ما تبقى منه وأصر في البداية على تواجدهم..., وباصلاحات شكلية للمؤسسات لن تضمن لمصر مستقبلا يرفعه من جديد بقوة لبناء دولة حديثة وفي ظل غموض النوايا والشكوك والقلق الذي انتاب شباب الثورة الذين ضحوا بدمائهم خوفا على مصير الثورة ووجهوا دعوة مليونية "لانقاذ الثورة"فكانت... ولوحظ عدم اشتراك الاخوان فيها .. واستطاع الحشد الضخم في التحرير والاسكندرية وغيرها أن يرسل رسالتين إلى كل من"الاخوان"والمجلس العسكري,,..
      للإخوان=أنه بوسع القوى السياسية المؤيده لاستمرار الثورة مواصلة العمل بمفردها أن لزم الأمر إلى أن تحقق جميع الاهداف..
    وللمجلس العسكري فكانت الرسالة انه يقدر دور القوات المسلحة الوطني ولكنه لن يسمح لأحد بالالتفاف على مطالبها أو إجهاضها ...

..ثم تبع ذلك حوادث وأحداث غريبة..اشترك الإعلام"الذي ركب الموجة برموزه التقليدية"في تضخيمها عن قصد وليس صدفة ...
...فمن حرق ملفات أمن الدولة في أكثر من محافظة,"بايادي مجهولة!"إلى افتعال فتنة طائفيه مترافقة مع غياب الأمن الرادع لذلك ..,إلى استضافة رموز الإخوان ورموز السلفيين الخارجين من السجن!...إلى تضخيم المظاهرات الفئوية للعمال وبعض المصالح الحكومية وجعلها في الصدارة الإعلامية.., إلى رسالة الرئيس التلفزيونية الوقحة"الّذي تحدث وكأنه مازال على كرسيه!"من خلال قناة العربية المعروفة وليس عن طريق إعلام بلده..إلى الحلول الساذجه للانفجارات الطائفية عن طريق شيخ سلفي وقس !..والدولة غائبة "مع أن المفروض الجرائم والمخالفات تحل عن طريق القانون وبغض النظر عن ديانة وجنس مرتكبيها "..!
     كل ذلك يجري والأمن غائب وكأن كل شيء مقصود ليصل الجميع إلى مرحلة الترحم على النظام السابق!
طبعا جرت خطوات من الحكومة خلال ذلك ربما أعادت بعض الاطمئنان للناس ولكنها لم تكن كافية..فإدخال رموز النظام السابق السجن وإحالتهم للمحاكمات
"وحصرها في المسألة المالية وليس الجرمية"أمر مقلق..كما أن خروج فتاوى قانونية غريبة عن أنه ليس هناك محاكمة على الفساد السياسي أمر أغرب..! فأكثر من قانوني ومصر تزخر بهم أكدوا وجود ذلك..ما القصد؟!
     هذا ما ستكشفه الأيام ........

أما المؤسسة الإعلامية فحدث ولا جرح..فبرغم تغيير قيادتها الشكلية على دفعتين؟!!إلا أن أغلب منتفعي النظام السابق بقوا فيها..وبما فيها..!!

       والمحطات الخاصة تتوازى معهم في ركوب الموجة أحيانا..وفي التركيز على سلبيات بعينها ـ "وهم يعلمون رموز النظام السابق وأعوانه وراءها ..!"كالبلطجة وإثارة النعرات الطائفية..
      طبعا لا يخلو الأمر من الإشادة باعلاميين شرفاء لم يغيروا مواقفهم..وكانوا مع الثورة من اليوم الأول.......
ولكن على سبيل المثال لا الحصر..لماذا هذا الاصرار العجيب من القنوات على إعادة وتكرار الاعاده, لافلام ومسلسلات وأغان لرموز فنيه وضعها شباب الثورة في قائمة العار؟!
حتى زهرة وأزواجها ال25فرضت علينا في مسلسلها ومقابلاتها..لمـــــاذا؟!

ولكن اسوأ ما فعله الاعلام الرسمي والخاص هو استضافة رموز تيارات سلفية كانت  تحتيّه قبل أيام ؟! فما هو القصد؟!
أسئلة كثيرة وقلق كبير من مستقبل مجهول.., فرضت نفسها خاصة مع هذا الاستعجال على الانتخابات لمجلس الشعب وبعدها الرئاسة في وقت قصير..وهم يعلمون جيدا من هي القوى المرتبة والجاهزة..!!

يحدث ذلك وشباب الثورة وحكماء وأساتذة مشهود لهم ينادون بالتريث..وبتغيير القيادات المحلية في المحافظات"التي هي  من صنيعة ومنتفعي  الحزب الحاكم"
كذلك المحافظين الذين خرج علينا المجلس العسكري والحكومة بتغييرهم بنفس الصيغ ونفس الوجوه ونفس السلوك والاصرار على رتبهم الامنية..
             أيضا لمـــــــاذا؟!

..كل ما حدث ويحدث يضع تحت عنوان واحد!  ...إجهاد وإجهاض الثورة...........

وكنتيجة حتمية لكل ذلك السلوك..والاصرار الغريب على غياب الأمن"مع أن مقترحات كثيرة وسريعة وضعت أمام وزير الداخلية الجديد لم يعبأ بها"..عادت الحكاية السخيفة ل كاميليا شحاتة إلى الطفو على السطح وتبعها عبير..وربما سيتبعها أخريات...
   (اشمعنى إناث؟!..يعني لو كان الذي غيّر دينه رجل سنرى نفس الضجة؟!!")

      حادثة عبير جمعت كل ما تحدثنا عنه سابقا......
     فشاب مسلم"لم يتضح بعد من وراءه..فهو ليس بريئا ولا يتصرف كفرد"
ادعى بأن خطيبته المسيحية التي أسلمت محتجزة في كنيسة امبابة؟!..
    وبدل أن تتجـه المشكلة الشخصية جدا..إلى القضاء كما يحدث في عالم متحضر أونصف متحضر أو إلى القانون..جاء بمجموعة من السلفيين ليهاجموا الكنيسة تحت سمع وبصر الأمن والدولة ..!! لتراق الدماء والضحايا والجرحى والخراب والحرق لصالح من؟
      وهل المسألة تحتاج لكل ذلك؟!

   وطبعا بدأ الإعلام إياه يصول ويجول ويحاور وغاب الأمن وغابت الدولة..وجاء الشيخ السلفي إياه والقس لكي يحلو المسألة!!..بل إن نفس الشيخ زار مشيخة الأزهر..في أشارة واضحة لاعطاء نفسه شرعية من مكان كهذا..وكأنه يغيب المؤسسة الدينية الأزهرية كما غيبت الدولة نفسها........


عقول مستنيرة تتكلم..وتحاور..وتقاوم وتصنع الحلول ولكن ما يحدث ذكرني بعهد مبارك حيث:"اتكلموا..براحتكوا..مش مشكلة..المهم ما فيش حل!!!"

   لأن لا أحد يستمع إليهم..فالجميع يتصرف بما فيهم المجلس العسكري والحكومة وكأنهم ..,خطوة للأمام وخطوتين للوراء..وكأنهم خائفون أو بعضهم موقنون بعودة رموز النظام السابق..
بل وصل الأمر في أحدهم ممن يدعونهم محللون سياسيون إلى المجاهرة بعودة أمن الدولة قويا كما كان لأنه كما زعم لم يحدث في عهدهم الميمون ما حدث من
فتنة طائفية أو بلطجة..
   .....  فهل ضاعت دماء الشهداء هَدراً؟؟! 

   هؤلاء الشهداء الذين كان شرارتهم فتى الاسكندريه  "خالد سعيد" الذي نكّـل به من قبل امن الدولةبطريقة وحشيه وتم دس لفافة البانجو في فمه بعد موته لتقيد القضيه ببساطه : موت نتيجه اختناق بالمخدرات..؟؟!
 ولتحفظ القضيه في ادراج منسيه او ظنوها كذلك..!   ... وليعود لنا كبير الاطباء الشرعيين في عهد الرئيس المخلوع والمسئول عن تلفيق القضيه ,ليتحدث امام نفس الاعلامي المتميّز "يسري فوده" ليصرّ بكل ثقة على ان تقريره كما هو لم يتبدل "بعد الثورة"..وكأني به يتحدث بثقة  الضامن لولي نعمته المستريح في شرم الشيخ بعد ان وقّع له على تقرير ساذج وكاذب بخصوص حالته الصحيه المتدهوره والتي تمنع استجوابه كما ذكر..!!...وفعل الاعلامي المتميز خيرا حينما فضحه امام المشاهدين والمتابعين ..,ليطاح به من مركزه في اليوم التالي..
  
     ..كل ذلك حدث ويحدث وما زال المجلس العسكري يستخدم  الاعلام عن قصد ربما (؟!) .., لاشعار الجماهير العريضه بالتأزم ..!! في نفس الوقت الذي يقف فيه متفرجا ولا يتدخل في قضايا مثل الامن والبلطجه – التي اصبح معروفا من وراءها – وكذلك المحاولات المستمره لاثارة الفتنة الطائفيه ..,وآخر الأثافي هذا السلوك العجيب تجاه متظاهرين مصريين احرار قرروا التظاهر في ذكرى يوم النكبه – مجرد التظاهر ..!- امام السفارة الاسرائيليه  ..., فكانت النتيجه انهم عوملوا بقسوة شديده من الجيش وقوات الامن المركزي تحت سمعه وبصرهم... وبعد ان كان الفتى منهم قبل ايام سعيدا يغني :" ارفع راسك فوق انت مصري"..طلبوا منه وبكلمات نابيه أن يوطــّي رأسه وينزل على ركبتيه الى الارض ويقفل فمه ..!

   ... أيضــا .. لمـــاذا؟!..
  ... يقولون ويتكلمون ويثرثرون عن فقدان الامن في الشارع ..؟!...حسنا , ها قد بانت قوتهم وامنهم – الذي يقولون انه غائب..! – وقوتهم على الردع ...ولكن ضد من ؟!..وامام سفارة من..؟!!
   الشيء  الاخر الواضح ,والذي حاولت وسائل الاعلام الرسمي والخاص التغاضي عنه والذي لم يعد خافيا على أي مراقب ., هو هذه المماطلة المـمله والمقصوده في موضوع محاكمة العائلة المالكة ورموز الفساد ..؟!
   ... فمن وراء ذلك ؟؟!

     والجواب انه بالاضافة للمستفيدين في الداخل ..,هناك المتوجسون في الخارج واولهم ..,السعوديه – امريكا العرب – ودول الخليج الذين يضغطون بقوة كي لا تحدث هذه السابقه المؤذيه لهم و لكياناتهم – كما يرون ! –
    قالسعوديه نفسها والتي قامت بجرم سكت عنه كل العالم .., وهو قمع شعب البحرين امام الاسماع والابصار . بقوات عسكريه ..!! ( شعب يتظاهر للاصلاح في بلده يقمع بقوات دولة اخرى ) ؟!!... هي نفسها السعوديه ,من يتدخل حاليا بالضغط السياسي والمالي على رئاسة الوزراء والمجلس العسكري في مصر ..من اجل عدم حدوث تلك المحاكمات .., وتهدد بطرد العمالة المصرية من دولها ..
   .. أليس من يقول لها ولمن حولها : الله الغني ..! نحن لا نقبل املاءات ولا حتى من امريكا نفسها ..!!
    ... ونحن نفترض في احرار مصر ان يتعلموا ويعودوا بالذاكره للدور القذر الذي لعبته هذه المملكه وما زالت  في سوريا ولبنان "منذ الحرب الاهليه في الثمانينات وللان "... وغيرها من الدول العربيه والفقيره
      .. فكفــى املاءات وضغوط من قبل الدشاديش النفطيه  ...!!

   واضح ايضا ان رومانسية السيد عصام شرف , لم تفلح في فرض مطالب الثورة الاساسيه .., وواضح ايضا انه مكبّل بشكل او بآخـر بتعليمات المجلس العسكري..!
 وكما وعد الثوار في ميدان التحرير بالعودة الى صفوفهم ان لم يستطع تحقيق مطالبهم .., فعليه ان يفي بوعده ويفعل ..!.. ولو انه في الحد الادنى توصل الى فرض مبدأ  ان يكون الدستور اولا .., فيكفيه هذا الانجاز لكي نتذكره دوما بعدها بكل الاحترام والتقدير..!
 
     ... يأتي حدث اخر بعدها ليخيّب امال الثوار والحالمين بالتغيير في مصر وعلى مستوى الامة العربيه ..
    فرجــل اسمه " نبيل العربي"..والذي هو وزير خارجية في تلك الجكومه والذي استطاع وفي مدة قياسيه قصيره ان يعيد للدبلوماسية  هيبتها ورونقها التاريخي المعروف  من خلال اجراءات سريعة على مستوى العلاقة مع الجوار  العــدوّ(!) والصديق الافريقي المنسي منذ سنين ..ليبدأ التذمر منه من طرف الصهاينه والامريكيين ..., ففجــأة وبعد بلبلة ترشيحات لمنصب امين الجامعة العربية يطرح اسمه وبدون مقدمات .., لينال الموافقة الكامله من الجميع ؟؟!!
  وليذكرنا ذلك بما حدث سابقا مع " عمرو موسى "..يوم ان كان وزير الخارجية الالمع ..! فيحال الى دكّـة الاحتياط كأمين عام لجامعة الدول العربيه ..!!

  ومن الآن اقول لكم ان " نبيل العربي", لن يستطيع فعل شيء في هذا المنصب   
    فهذه المؤسسه خلقت ونشأت من رحم الاستعمار السابق لتكريس الانقسام العربي .. ويكفي انها نشأت من دول كانت جميعها محكومة من قبل المندوب السامي البريطاني (وسيتبعه الامريكي طبعا !)..
      ... خيبة امل اخرى لثوار مصر والعرب .., وسلوك غير مفهوم ولا ينذر بخير ..!

  ....... نأتي اخيرا  لحادثة كان مفترضا ان تكون مجالا لتقدير وشرف المخابرات المصريه وشباب الثورة ..؟!, فتحوّلها جهات ما , ومعها اجهزة الاعلام ( التي يحاولون اقناعنا بانها تغيّرت .. وأنا مصـّر انها مركز الثورة المضاده الاول !) الى منحى آخــر : ...عن جاسوس اسرائيلي قبض عليه ..,حضر الى مصر في مهمة استطلاعية للموساد بعد تنحي الرئيس المخلوع كما ورد في البيان الرسمي للمؤسسة العسكريه !.. وتمّ القبض عليه بمساعدة شباب الثورة كما ورد في البيان الرسمي ايضا....  ولكن هذه الصحافة وهذا الاعلام أصــرّ على انه موجود قبل 25 يناير ..وشارك في الثوره ..؟؟!! بل ربما من محـرّضيها ؟؟!!...

   ... أيضا نتسأءل : لصالح من هذا الهــراء ؟!
    والاجابة واحده : اجهاد واجهاض الثوره وشبابها ...!

   .. فلم يلحظ احد اثناء ذلك من مراقبين وجماهير انه في نفس التوقيت من هذه المحاولات التشويهيه – حسب أخر الاخبار التي تصل - ..,وصول افواج الى فنادق القاهرة والاسكندريه واسوان ,من منظمات مشبوهة تتسمى باسماء الحقوق المدنيه ؟!
      NGOs + U S Foundation
   ...جاءت هذه الوفود بهدف واحد هو تقديم تمويلات ماليه مشبوهة بدعوى دعم شباب الثوره .., لتبقى مصر – كما يفكرون ويأملون – رهينة المساعدات تلك التي يتبعها عادة املاءات !!
    وهدف هذه التحويلات المشبوهه الامتداد والتغلغل في صفوف شباب الثورة بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والفكريه من اقصى اليمين الى اقصى اليسار... ., واذا لم ينتبه الثوار وشباب مصر الحر الى ذلك .., فنحن على ابواب كارثة لا يعلم مداها الاّ الله ..!
  .. سيناريوهات كثيرة تستعجلها الادارة الامريكية والصهاينه معا .., لأنهم فوجـئوا بالثورة ومسارها الذي لم يكن كما يريدون ..., ولأنهم تعوّدوا على الانظمة المستبده لتنفيذ رغباتهم .., فالديموقراطيه الحقيقية للشعوب المطالبه بها تعتبر مصدر ازعاج لهم ..وتثقل الاعباء عليهم ..!

       فهل ننتظــر ؟؟
          .. وهل سيضيع ما فعلناه وضحينا من اجله ؟؟!
          وهل نترك دماء الشهداء تضيع هــدرا ؟!!

      

 خايف عليكي يا حبيبتي يا مصــر
            ..وحكيتلك على المكنون ...
                  وبتمنى اكون غلطـــــــان ....

ســـــامحيني ....
   ياحبيبتي انا قلبي فانوس
      بس الغنــــى محبــــوس
        بكرة اللي جاي  شمـــوس                                                  
                    وعينيكي  يتحنّـــوا... **




                            - ياسر أكـرم  
                                       نهاية/مايو/2011    
     
         
                  







* شعر :ايمان بكري
** شعر : مجدي نجيب